تصاعدت حدة الحملات الانتخابية البرلمانية فى ألمانيا مع بدء العد التنازلى ليوم الاقتراع المقرر يوم الأحد المقبل فى ظل تزايد مخاوف حزب وزير الخارجية فسترفيلله من سقوط مدوى وخروج من المنافسة على دخول البرلمان على ضوء خسائره اللافتة فى الانتخابات المحلية التى جرت فى ولاية بافاريا منذ يومين. فبينما وصل قطار هذه الانتخابات البرلمانى فى غضون هذه الأيام إلى محطته الحاسمة.. ويستعد قرابة 61 مليون ألمانى للإدلاء بأصواتهم فى صناديق الاقتراع يوم الأحد القادم من أجل انتخاب برلمان جديد للسنوات الأربع المقبلة.. وتشارك النساء سواء كانت مرشحة أو ناخبة بفاعلية فى تحديد شكل وخريطة وتوجهات هذا البرلمان، حيث تبلغ نسبتهن 551 بالمئة من إجمالى عدد الناخبين.. غير أن خمس هؤلاء الناخبين تفوق أعمارهم 71 عامًا فى هذه الدولة الفتية اقتصاديًّا وتكنولوجيًّا وديمقراطيًّا. لقد دخلت هذه الانتخابات بالفعل مرحلتها الحاسمة.. وتشير أحدث استطلاعات الرأى ونتائج الانتخابات المحلية التى تم إجراؤها فى ولاية (بافاريا) للحصول على نسبة الناخبين الضرورية لدخول البرلمان الألمانى (بوندستاج).. إلى أن الحزب الليبرالى الحر الشريك الأصغر فى الائتلاف الحكومى الألمانى ويمثله وزير الخارجية جيدو فسترفيلله قد أخفق فى بافاريا، وسيخفق فى الحصول على خمسة بالمئة من أصوات الناخبين، وهى النسبة التى تؤهله بدخول البرلمان (البونستاج).. متوقعة أن بقاء نسبة مؤيديه على هذا الحال بعد انتخابات الأحد ستؤدى حتمًا إلى خروجه من البرلمان الألمانى. يذكر أن انتخابات ولاية بافاريا المحلية انتهت إلى حصول (الحزب الليبرالى) على 3.3% فقط، بينما حظى (الحزب المسيحى الاجتماعى البافارى) بنسبة 46% و(الاشتراكى الديمقراطى) بنسبة 20% وحزب (الناخبين الأحرار) بنسبة 8.9% و(الخضر) بنسبة 8.8 و(اليسار) بنسبة 2.2 %. ومن أجل تفادى تكرار الصفعة التى تلقاها حزب (الليبرالى الحر) فى ولاية بافاريا التى تعد من أكبر الولايات الألمانية فقد أعلن الحزب أنه يقوم بتحضير إرسال رسالة لأربعة ملايين شخص يعدون وفقًا لمصادره من الناخبين المخلصين إضافة إلى القيام بحملات انتخابية فى 60 مركز تسوق من أجل تحفيز الناخبين. أما الأحزاب الأخرى وعلى رأسها حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (المسيحى الديمقراطى) فإنها أعلنت استعدادها فى الأيام المقبلة بالمشاركة فى فعاليات انتخابية من أقصى شمال ألمانيا إلى أقصى جنوبها لكسب واجتذاب الناخبين المترددين. وستلقى ميركل خطابات انتخابية فى مدن (ماجدبورج) فى الشرق و(روسلسهايم) فى الغرب بينما يستعد منافسها على المنصب ممثل (الحزب الاشتراكى الديمقراطى) بيير شتاينبروك لإلقاء خطابات مشابهة فى (فوبرتال) غرب ألمانيا فى الوقت نفسه يستعد فيه الحزب الليبرالى للقاء ناخبيه فى شرق ألمانيا. وفى يوم السبت المقبل تستعد المستشارة ميركل للمشاركة فى آخر احتفال انتخابى سينظمه حزبها فى العاصمة (برلين) قبل التوجه إلى مسقط رأسها فى ولاية (ميكلنبورج فوربمرن) الشرقية. أما مرشح الاشتراكيين الديمقراطيين شتاينبروك فإنه سيشارك فى آخر احتفال ينظمه حزبه فى مدينة (فرانكفورت)، وسيسعى الحزب الليبرالى فى مدينة (دوسولدورف) إلى كسب آخر للناخبين. وتثور شكوك كثيرة حول جهود اللحظات الأخيرة التى يبذلها الحزب الليبرالى فى الحفاظ على مكانته بالبوندستاج والاستمرار فى تحالفه مع الحزب المسيحى الديمقراطى وفى مشاركته بحكومة تقودها أنجيلا ميركل التى تحرص على أن تظل دائمًا حكومتها تحظى بأكبر قدر من التأييد الشعبى والجماهيرى.