انتهت المناظرة التليفزيونية بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومنافسها الاشتراكي الديمقراطي بيير شتاينبروك بدون منتصر واضح, قبل نحو ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية في ألمانيا. وكان البعض يتوقع أن تنهي ميركل المعركة الانتخابية مبكرا عبر هذه المناظرة وهو الأمر الذي لم يتسني لها. ولم تظهر استطلاعات الرأي التي أجرتها عدة محطات تليفزيونية صورة واضحة عن تأييد الناخبين للمتنافسين, حيث جاء في استطلاع رأي للقناة الثانية في التليفزيون الألماني زد دي إف أن شتاينبروك كان أكثر إقناعا للناخبين من المستشارة ميركل, في حين أظهر استطلاعان آخران أجرتهما القناة الأولي بالتليفزيون الألماني ومحطة آر تي إل التليفزيونية أن ميركل كانت أكثر إقناعا للناخبين خلال المناظرة التي شاهدها نحو12 مليون مشاهد في ألمانيا. وشن مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي شتاينبروك منذ بداية المناظرة هجوما علي ميركل متهما إياها بالجمود. وذكر أنه لو صار مستشارا لألمانيا سيعمل علي تحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية. ومن جانبها, دافعت ميركل عن سياسة ائتلافها الحاكم- الذي يضم التحالف المسيحي والحزب الديمقراطي الحر- مشددة علي أنها تعتزم من أجل ذلك الاستمرار في هذا التحالف حال فوزها في الانتخابات التشريعية المقبلة. وربما كانت هذه المناظرة الفرصة الأخيرة أمام شتاينبروك لإحداث تغيير في تأييد الناخبين لصالحه قبل الانتخابات المزمعة في22 سبتمبر الجاري وانتقد شتاينبروك ميركل في عدم ضغطها بالقدر الكافي علي الولاياتالمتحدة لتفسير فضيحة التجسس الإلكتروني علي مستوي العالم من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية إن إس إيه, متهما إيها بانتهاك اليمين الدستورية والإضرار بسمعة ألمانيا. وأشاد شتاينبروك بإدوارد سنودين, مسرب المعلومات والعميل الاستخباراتي الأمريكي الأسبق. ولكن شتاينبروك تجنب الإجابة علي سؤال حول ما إذا كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيمنح اللجوء السياسي لسنودين في حال حصول حزبه علي السلطة من منافسته ميركل. وحاول شتاينبروك خلال المناظرة أن يخرج ميركل عن تحفظها, إلا أنها لم تنساق وراء تلك المحاولات من منافسها الذي تجاهلته طوال المعركة الانتخابية. وحذرت ميركل من أنه لا ينبغي أن نفعل أي شيء من شأنه المخاطرة بسوق العمل, فخطط الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر لزيادة الضرائب تنطوي علي مخاطر تنذر بانتكاسة للوضع الجيد الذي ننطلق منه. وفي المقابل, قال شتاينبروك إن حزبه لا يريد زيادة الضرائب علي جميع المواطنين بل فقط علي5% من الألمان أصحاب الدخول الأعلي في المجتمع, مضيفا أن دخول المواطنين ستزيد إذا صار مستشارا. ودخلت ميركل في صدام مع شتاينبروك بشأن المساعدات لليونان, حيث ذكرت ميركل إنها سعت لمواصلة الضغط علي اليونان من أجل إجراء إصلاحات, في حين رد شتاينبروك بالقول:لا يمكنك أن تلوحي بهراوة لليونانيين.. يتعين عليكي أن تظهري لهم بعض الود.