"أنا عمري لا اتعاملت مع الجن ولا العفاريت، بس إتقاني لمهنتي ورغبتي في علاج البسطاء بأقل تكلفة ممكنة بدلًا من بعض الأطباء اللي اعتبروا المهنة لجني المال فقط، وأتحدى أي دكتور يكون أشطر مني".. كلمات بدأ بها رشدي المروم، حديثه ل"التحرير" عن عمله في تجبير الكسور ورد الجزع، لتخفيف الألم عن المرضى "الغلابة" الذين يقصدونه. يقول المروم، إن هذا اللقب نسبةً إلى القرية التي يقيم بها، وشهرتها "نجع المروم"، تابعة لمركز طهطا شمال سوهاج، مؤكدًا أن مهنته لها حدود لا يمكن له أن يتجاوزها، فبعض الحالات تحتاج لتدخل طبي فوري وسريع وحينها لا يستقبلها بل ينصح باللجوء إلى الأطباء، قائلًا: "هي مش فهلوة وبس، ولكل معرفة حد". يضيف: "هناك علاقة وثيقة بيني وبين بعض الأطباء، فمنهم من يدل المرضى للمجئ عندي وعلاجه، ويأتيني ناس من كل مراكز المحافظة، بل ويصل الأمر أن هناك من يأتي من المحافظات المجاورة بحثًا عني". ويوضح مجبراتي الغلابة: "بداية عملي كانت منذ أكثر من 10 سنوات، بعدما بدأ والدي يبتعد عن العمل فيها بسبب سوء حالته الصحية حينها بدأت أبحث عن تعلم كل شيء يخص تلك المهنة". ويشير إلى أنه لا يتقاضى مبالغ مالية كبيرة من المترددين عليه لعلاجهم، بل هي مبالغ رمزية للغاية تعتبر ثمنًا للأشياء المستخدمة في علاج المكسور أو المجزوع من شاش أو أخشاب للحفاظ على ثبات العظام المصابة.