المجبراتي هو من يضمد العظام المكسورة بالجبيرة وتقريبا هذه المهنه إنقرضت . لقد كان المجبراتي يملك محلا أشبه بقسم الاستقبال بالمستشفى و لكن خاص بحالات الكسور،و كان أي طفل يقع في ماتش كوره أو يصاب بكسر والده يحمله مسرعا للمجبراتى و في الغالب كان المصاب يشفى بعد إرجاع العظم لمكانه و تثبيته بالخشب والجبس .
اعتقد إننا صرنا الان في أمس الحاجة لعودة المجبراتى لحياتنا السياسية ، فالمجتمع المصري أصبح في حالة توتر وترقب واستنزاف بشكل شبة يومي ،فقد أصبح الشجار هو عنوان اى حوار بين اثنين أو أكثر حيث يبدأ الأمر بالنقاش ثم الجدال ثم يتحول لصراع ، لقد وصلنا لدرجة ألا يطيق الأخ أخاه و الابن أباه والصديق صديقه لم نعد نستطيع أن نسمع ونتفهم بعضنا ..لقد أصبحنا مستذئبين متحفزين لنهش الآخر .
و مجبراتى هذا الزمان من وجهة نظري هو..الرئيس القادم.
ولقد تباري المفكرين و السياسيين وغيرهم في سرد أمالهم وطموحاته حول ما يريدونه من الرئيس القادم؟ وقد ركز غالبيتهم على النواحى الامنية والاقتصادية والسياسية وكلها متطلبات ضرورية اتفق معهم فيها ،لكنني ابحث عن أشياء أخري فى الرئيس المنتظر؟
فانا لا اريده الناصر صلاح الدين او مينا موحد القطرين او احمس قاهر الهكسوس بل كل ما اريد منه ان يكون إنسان مثله مثل باقي البشر يشعر بمعاناتنا قبل أفراحنا ،يحرص على كرامتنا داخل وخارج وطننا ، يعمل على إقرار المساواة والعدل بيننا ،يحرص على ترسيخ الانتماء للوطن ، يجيد الاستماع قد اجادته للحديث يؤمن بالعمل الجماعي فنحن لم نعد في حاجة للقائد الأوحد قدر حاجتنا لنكون شعبا واحدا.
وهنا يفرض السؤال نفسه ماذا تريدون من الرئيس القادم؟