رأت صحيفة «الجارديان» البريطانية اليوم الخميس ان الاقتراح الذى قدمته روسيا حول وضع ترسانة الاسلحة الكيماوية فى سوريا تحت المراقبة الدولية لن يخفف معاناة الشعب السوري العالق مع نظام الرئيس السورى الأسد الوحشي لكنه يمثل انتصارا دبلوماسبا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهزيمة لنظيره الامريكى باراك اوباما. وذكرت الصحيفة فى تقرير بثته على موقعها الالكترونى ان الاقتراح الروسى غير المتوقع دفع الرئيس اوباما الى السير فى منحدر ضيق نظرا للقرار الذى اصدره بالتدخل العسكرى فى سوريا ثم قدم القرار الى الكونجرس للتصويت عليها. واضافت الصحيفة ان الاقتراح لن يجرد النظام السوري من هذه الاسلحة الفتاكة لكنه جرد البيت الابيض من الحيل لتبرير التدخل في سوريا ،وبالرغم من أن الفكرة تمت مناقشتها منذ عام او اكثر الا أن التوقيت الذي اختاره بوتين لعرضها جعلت منه صاحب الفكرة التي حازت على دعم الأممالمتحدة وايران وطمأن بها حلفاءه. واشارت الصحيفة الى ان حالة الارتياح الني ابدتها الأممالمتحدة ودول أوروبية للاقتراح الروسى وخسارة وشيكة للتصويت فى الكونجرس الامريكى، اجبرت الرئيس اوباما على تلقي المبادرة الروسية بصدر رحب خوفا من تبعات تدخل عسكري يرفضه شعبه، الذي انهكته الحروب والازمات الاقتصادية. وتابعت الصحيفة ان تدخل بوتين، التى وصفته بالماهر، قد يحقق انتصارا كبيرا للمصالح الروسية فى المنطقة وممارسة دور فعال حيث ساهمت موسكو اعادة سلطة اتخاذ القرار إلى مجلس الأمن بعد أن عرقلت اجرءات عديدة حول الشأن السوري وهو ما قد ينقذ منطقة الشرق الأوسط من قرارات طائشة. واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة ان النجاح الواضح للارادة الروسية فى الدفاع عن مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية لسيادة الدول منح موسكو نفوذا وموقفا قويا فى منطقة الشرق الاوسط عن الولاياتالمتحدة التى دخلت فى حروب فى افغانستان والعراق وليبيا.