فيما باتت التلفزة موضع دراسات ثقافية عميقة فى الغرب بقدر ماهى جذابة فان ثمة حاجة ثقافية للكتابة عن تاريخ حميم للمصريين أمام التلفزيون بخطاب موجه للقارىء العادى، وبعيد عن الجفاف الذى كثيرًا مانسب وينسب ظلمًا للكتابات الأكاديمية وكأن هذه الكتابات لابد وأن تكون جافة باردة طاردة للقارىء العادى. وعلى ايقاع مايعرف «بجبروت التلفزة» كظاهرة لاتفرق بين غرب وشرق ولا بين بريطانيا ومصر تتوالى الاسئلة ومن بينها: هل تحول المصريون الى أمة مقعدها الدائم أمام الشاشة الصغيرة، وماتوصيف هذه العلاقة أتكون علاقة حب أم إستسلام سلبي وهل بات المصرى مجرد متلقى لما تبثه التلفزة على مدار الساعة؟ إذا كان الأمر كذلك فلا مناص من التسليم بالقوة الجبارة للتلفزيون ولابد من محاولات جادة لتوظيف هذه القوة بما يخدم التطور الثقافي للمصريين. أن الأمر فى هذا السياق يتجاوز بكثير مايسمى بالقنوات الثقافية وينبغى أن ينطلق من رؤية عميقة بقدر ماهى رحبة لبحث التأثير الثقافى للتلفزيون بخصائصه على وجه العموم فى الحياة الثقافية المصرية وعلى ثقافة المصريين ونظرتهم للذات والحياة والعالم.