أكد فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السورى، أمس، أن «دمشق لن تغير موقفها تحت وطأة التهديدات بضربة عسكرية غربية محتملة ضدها، وإن أدى ذلك إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة»، مضيفا أن الحكومة السورية لن تستسلم ولو شنت حرب عالمية ثالثة، ولا يمكن لأى سورى التنازل عن سيادة واستقلال سوريا». وأضاف المقداد أن «دمشق اتخذت كل الإجراءات للرد على أى عدوان»، مشيرا إلى أن «بلاده تحشد حلفاءها لمواجهة أى ضربة عسكرية محتملة قد تقدم واشنطن وحلفاؤها على شنها»، موضحا أن «الولاياتالمتحدة تقوم الآن بحشد حلفائها للعدوان على سوريا، وأعتقد بالمقابل أن من حق سوريا أن تحشد حلفاءها ليقوموا بدعمها بمختلف أشكال الدعم، ولا أستطيع أن أحدد كيف سيكون هذا الدعم». كما لفت إلى أن موسكو ستظل فى موقف الصديق حيال دمشق، واصفا الموقف الفرنسى من سوريا ب«المخجل»، مع خضوع باريس للولايات المتحدة، موضحا بقوله «من المخجل أن الرئيس الفرنسى يقول إذا وافق الكونجرس الأمريكى سأحارب، وإن لم يوافق فإننى لن أحارب»، مشيرا إلى أن ذلك يعطى انطباعا «وكأن لا قرار للحكومة الفرنسية». وتأتى تصريحات المقداد فى أعقاب تصويت لجنة الشيوخ الخارجية بالكونجرس ب«نعم» لصالح مشروع قرار يسمح بشن ضربات عسكرية فى دمشق ب10 أصوات مؤيدة مقابل 7 معارضة، فى حين قال وزير الخارجية جون كيرى إن 10 دول على الأقل تعهدت بالمشاركة فى الضربات. وهذا التصويت هو المرحلة التى لا غنى عنها قبل أن يبحث مجلس الشيوخ فى الجلسة العامة التى سيعقدها الأسبوع المقبل الإذن الذى يطلبه الرئيس باراك أوباما للقيام بتحرك عسكرى ضد سوريا ردا على هجمات بأسلحة كيماوية. وفى موسكو حذرت الخارجية الروسية من «كارثة» فى حال تم استهداف مفاعل نووى صغير يقع بالقرب من دمشق خلال الضربة الأمريكية المتوقعة، مضيفة فى بيان لها إنه «إذا أصاب رأس حربى بقصد أو دون قصد مفاعل النيوترون الصغير قرب دمشق فقد تكون النتيجة كارثة»، لافتا إلى أن «المناطق القريبة من المفاعل قد تتعرض للتلوث باليورانيوم عالى التخصيب، وهو ما سيجعل من المستحيل تحديد مصير المواد النووية بعد مثل هذه الضربة، محذرة من أن هذه المواد قد تسقط فى أيدى من قد يستخدمونها كسلاح». وحثت روسيا أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على «التجاوب بسرعة» وأن تقدم لأعضائها «تحليلا للمخاطر المرتبطة باحتمال توجيه ضربات أمريكية لمفاعل النيوترون الصغير ومنشآت أخرى فى سوريا». وعلى الصعيد التركى المؤيد للضربة ضد سوريا، أكد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مجددا، أن بلاده ستشارك فى أى تحالف دولى ضد سوريا، وقال قبيل مغادرته بلاده للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين فى بطرسبرج: «قلنا إننا مستعدون للمشاركة فى أى نوع من التحالفات ونرى هذا تحالف متطوعين». وبدوره حذر أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركى، من تفاقم أزمة اللاجئين السوريين فى حال غياب رد فعل دولى على الهجوم الكيميائى المزعوم الشهر الماضى، مضيفا فى مؤتمر صحفى بجنيف «إذا استمر الاتجاه نفسه، ولم يصدر رد فعل دولى، فإننا نخشى أن تستقبل الدول المجاورة أعدادا أكبر من اللاجئين». يأتى هذا فى الوقت الذى تعالت فيه الأصوات الأمريكية الرافضة لشن هجوم على دمشق، وفى استطلاع أجرته شبكة «إى بى سى» وصحيفة «واشنطن بوست» أكد 59% من المشاركين معارضتهم هذه الضربات، وفى استطلاع ثانى أجراه مركز بيو للأبحاث عارض 48% من المستطلعين توجيه ضربات أمريكية لسوريا مقابل موافقة 29%، فى حين لم يبد 23% رأيا. وقد اعتبر ثلاثة أرباع من شملهم استطلاع مركز بيو 74% أن ضرب سوريا سيؤدى إلى أعمال انتقامية ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها بالمنطقة.