تختلف الأعياد كثيرًا في سوريا منذ بداية الأحداث عام 2011، فهو كغيره من المناسبات التي فقد السوريون الشعور بها تدريجيًا، حيث يعتبر "العيد الكبير" من أهم الشعائر الدينية التي يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، وفق طقوس وعادات مشتركة من أهمها حج بيت الله الحرام، ذبح الأضاحي، تحضير الحلويات وشراء الملابس الجديدة. ومع أن معظم البلاد العربية تعاني من أوضاع دامية يختلط فيها القتل والتهجير والدمار، إلا أن سوريا تأتي في مقدمة من يعانون من المأساة، فأصبح العيد الكبير في سوريا ضحايا لا أضحيات. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، بلوغ حصيلة ضحايا النزاع الدامي الجاري في سوريا أكثر من 300 ألف شخص منذ اندلاع الحرب في منتصف مارس 2011، وفق حصيلة جديدة. وذكر المرصد في بيان "ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية التي تمكن المرصد من توثيقها خلال الأشهر ال66 من انطلاقة الثورة السورية إلى 301781 في 18 مارس 2011 وحتى دخول الهدنة في 12 سبتمبر" حيز التنفيذ، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس". وكانت حصيلة سابقة للمرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له تحدثت عن سقوط نحو 292 ألف قتيل حتى نهاية يوليو الماضي، وأوضح المرصد الذي يعتمد على ناشطين منتشرين في الأراضي السورية أن من بين القتلى المدنيين 15099 طفلًا و10018 إمراة. واحصى "مصرع 52359 مقاتلًا من الفصائل المقاتلة والإسلامية وميليشيات قوات سوريا الديموقراطية التي تُشكل الوحدات الكردية المكون الأبرز فيها، إلى جانب 52031 جهاديًا بينهم أجانب". وفي جانب القوات الحكومية، قتل 107054 من قوات الجيش والميليشيات الموالية لها، بينهم 59006 جنديًا و1321 عنصرًا من ميليشيات حزب الله اللبناني، ووثَّق المرصد أيضًا مقتل 3645 شخصًا مجهولي الهوية.