#ضد_إقالة_زهرة هو أحد الهاشتاجات التي تنتشر بسرعة هذه الأيام، تضامنا مع المذيعة الشابة زهرة رامي، والتي صدر قرار مفاجئ بتنحيتها عن تقديم برنامج صباحي أطلقته قبل ست سنوات على إذاعة راديو هيتس التابعة لشركة النيل والمملوكة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون. القرار شمل أيضا تنحية المذيعة الموهوبة عايدة سعودي عن رئاسة قناة راديو هيتس، وإلغاء برنامجها "خليك ضابط" و "ترقيتها" لمنصب مدير عام برامج شركة النيل التي تشمل اربع محطات، هي هيتس وميجا ونغم وشعبي. وبحجة واهية ومعتادة هي "تطوير راديو هيتس"، تم استبدال برنامج زهرة رامي الذي يتمتع بشعبية كبيرة واسمه "أبدأ يومك على راديو هيتس" ببرنامج عنوانه "تفائل" مع د. خالد حبيب، ونقلها إلى إذاعة ميجا حيث ما زال البحث جاريا عن عمل تقوم به، رغم ما تتمتع به من شعبية ونجاح في جذب الإعلانات للمحطة. كما سيتم تقديم عدد من البرامج الجديدة على يد مذيعين مخضرمين من نمط د. خالد حبيب، وتنحية جيل من الشباب الذين عرفهم جيلهم والجمهور المصري الأوسع في أعقاب ثورة 25 يناير. ورغم حملة الهجوم الشرس على هذه الثورة الشعبية العظيمة من المستفيدين من فساد نظام المخلوع، فإن الحقيقة ستبقى 25 يناير أطلقت طاقة إيجابية هائلة في أوساط مختلف قطاعات الشعب المصري، وخصوصا الشباب، دفعته للمرة الأولى للرغبة في المشاركة في العمل العام والأمل في تغيير الواقع وظهور مواهب جديدة. ولكن كل هذه الطاقة الإيجابية تم إهدارها مع العودة لعقلية تمجيد النظام الواحد والإصرار على ضرورة أن يفكر الجميع بطريقة واحدة، واعتبار كل صوت مخالف خيانة ورغبة في اضعاف الروح المعنوية. زهرة لم تكن مجرد مذيعة في القناة، بل كانت "أول صوت يطلع في راديو النيل كله"، وما زال شعار القناة يتردد بصوتها، على حد تعبيرها في تعليق وحيد كتبته على صفحتها على موقع الفيسبوك. ولم تتميز زهرة فقط بالحيوية وخفة الدم والموسيقى المميزة لدى تقديمها لبرنامجها الصباحي على مدى ست سنوات، بل كانت تهتم كذلك بالقضايا العامة، وخصوصا الأطفال الذين خصصت لهم ساعة يوميا على برنامجها بأسلوب قال بعض المخضرمين إنه يذكرهم بالراحل فؤاد المهندس، وينتهي بغناء النشيد الوطني "بلادي، بلادي" بصوت أحد الأطفال من مستمعيها. وربما كان أحد الأسباب الرئيسية لنجاح زهرة، بجانب موهبتها، هو أنها لم تتعامل مع برنامجها على أنه وظيفة تقوم بها ، بل على أنه "بنتي" وكذلك طموحها بأن يدفع تقديمها لساعة موجهة للأطفال الآخرين في المخطات الإذاعية والتلفزيونية إلى الاهتمام بقضاياهم لأنهم كما قالت "أمل بكرة."