جدلاً واسعًا انتشر حول الحالة الصحية لرئيس أوزبكستان، فهل مات؟ وما حقيقة تولي ابنته مقاليد الحكم خلفًا له؟، هكذا تساءلت صحيفة الجارديان البريطانية، والتي اعتبرت أن نظام حكم إسلام كريموف رئيس أوزبكستان أحد أكثر أنظمة الحكم تكتمًا وغموضًا على مدار 25 عامًا، ستتلاشى بعد الغموض حول وفاته إكلينيكًا. فقد أعلنت وكالة أنباء فيرجانا، التي تتخذ من روسيا مقرًا لها، نبأ وفاة الديكتاتور الأوزبكي مساء الاثنين، بينما لم يصدر أي تأكيد من مصادر رسمية، ومن ناحية أخرى أكدت لولا كريموفا تلييفا، الإبنة الصغرى للرئيس، شائعات اعتلال صحة والدها على موقع إنستجرام، لكنها قالت: إن "حالته استقرت بالمستشفى بعد أن عانى من نزيف دماغي"، مضيفة "أريد أن أشكر الجميع على رسائل الدعم وتمنياتكم بالشفاء العاجل لرئيسنا". من يخلفه؟ وقالت صحيفة "الجارديان"البريطانية، في تقرير لها، اليوم الأربعاء: إن "الرئيس الأوزبكي، كان ديكتاتورًا مع خصومه لدرجة أنه احتجز ابنته داخل سجونه"، مضيفة " بافتراض أن كريموف قد وافته المنية بالفعل، فإن قضية خلافته تحظى بأهمية قصوى"، بينما يشك بعض المحللين في وجود خطة يتم تدبيرها حاليًا في أوزبكستان، نظرًا لضعف (كريموف) المتزايد على مدار السنوات الأخيرة، ولكن لا أحد يعلم ما إذا كان هناك التزام بتلك الخطة. وأوضحت الجارديان، أن أوزبكستان تعد واحدة من أكثر بلدان العالم تكتمًا وغموضًا، ونادرًا ما كان كريموف يغادر البلاد إلى الخارج ولا يجري أي لقاءات مع وسائل الإعلام مطلقًا، وينتظر الدبلوماسيون والمحللون معرفة ما إذا كانت العملية الانتقالية ستتم بكل سلاسة وبساطة. وتابعت الصحيفة أنه مهما حدث، ستظل الأمور غير معلومة، إذ ذكر دانييل كيسلوف، الذي يتولى إدارة وكالة فيرجانا، أنه تلقى معلومات من مصادره أنه تم إغلاق كافة هواتف المسؤولين الرئيسيين أمس الثلاثاء، ربما لمنعهم من تنظيم أو مناقشة أي خطط مستقبلية محتملة، مضيفًا "لا نعرف الكثير بالفعل، ربما كانت هناك خطة من قبل، وربما أن هناك معركة محتدمة أو مفاوضات، ليس لدي معلومات". من ناحية أخرى يتعرض "كريموف" لتهمة انتهاك كافة حقوق الإنسان والتعذيب، وقد تم التركيز خلال السنوات الأخيرة على عائلته أيضًا، ولا أحد يعلم شيئًا عن مكان تواجد ابنته الكبرى جولنارا كريموفا حاليًا، فقد كان يعتبرها البعض على مدار سنوات وريثًا محتملًا لوالدها وكانت شخصية عامة أصدرت علامة تجارية للأزياء تحمل اسم جوجوشا. إسلام الصغير وفي 2014، أخبر إسلام كريموف الصغير، ابن جولنارا، الذي يدرس بجامعة أكسفورد بروكس، صحيفة الجارديان، بأنه يشعر بالخوف على حياة والدته وكشف عن عداء شديد داخل عائلته، موضحًا كيف تم منعه هو وأمه من زيارة جده الرئيس؟، وحينما تمكنا في النهاية من لقائه، كانت هناك مواجهة حاسمة بين الرئيس وزوجته وابنتهما، وسرعان ما تم وضع جولنارا تحت الإقامة الجبرية ولا يعلم أحد شيئًا عنها أو عما إذا كانت لا تزال على قيد الحياة منذ ذلك الحين. وأشارت الجارديان إلى أن التفاصيل قد تصبح واضحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حينما يكون من الصعب على السلطات إخفاء تغيب كريموف عن الاحتفالات، ومن المعتقد أن "جولنارا" أصبحت خارج نطاق السباق والصراع على منصب الرئاسة، حيث يتفق معظم المحللين على أن رئيس الوزراء ورئيس الجهاز الأمني يمثلان بؤرة السلطة الحالية. واختتمت الصحيفة تقريرها بقول ديدر تينان، مدير مشروع آسيا الوسطى بالمجموعة الدولية لمواجهة الأزمات: إن "في حالة وجود خلافات بين الأطراف المختلفة، ستحاول الأطراف إخفاءها وراء أبواب مغلقة، حيث تتضاعف المخاطر في حالة عدم القدرة على التوحد أمام جمهور العامة".