كتبت - أسماء أشرف تلقت سناء جمعة والدة جمال نادي الساعي، الذى ينتمى إلى قرية تلت التابعة لمركز الفشن جنوب بني سويف، خبر مقتل ابنها على يد أمين شرطة في المعادي بالقاهرة، بصدمة شديدة صاحبتها حالة من البكاء الهيستيري، فيما دخلت أخت القتيل في صدمة مشابهة بعد فقدان أخيها. ولقي جمال وهو سائق "ميكروباص" مصرعه أمس الاثنين، برصاصة في العنق أطلقها أمين شرطة فى منطقة صقر قريش بالمعادى. وحاولت" التحرير" أن تتحدث إلى أم القتيل، ولكن لم ينفك لسانها عن ترديد: "مش عايزين إلا حق جمال يارب"، وما أن هدأ روعها حتى تفوه قلبها المكلوم مخاطبة الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن يعيد لها حق ابنها بالقانون دون تهاون دمه.
وانفعلت أخت القتيل قائلة: "أنا عايزة دم اللي قتل جمال يسيل زى ما دمه غرقه، عايزة ربنا يحرق قلب أهله زى ما حرق قلبنا عليه، مينفعش يكون فى حاتم تانى، زمن حاتم انتهى". وعادت الأم في انهيارها بالبكاء وتمتمت بكلماتها متحسرة على ضياع عمر ابنها: "ابنى كان مطيع وعارف ربنا، عمره ما أهانى ولا أنا ولا أبوه، وكان نفسى أشوفه عريس وأفرح بولاده، لكن أهو بقا عريس وشهيد عند ربنا، عشان كدة واثقة فى إن حقه مش هيضيع". وبعد مدة من البكاء لم تستطع خلالها والدة جمال شرح حادث ولدها، أوضح أحد أقارب القتيل قائلا: "جمال كان يعمل سائقا على سيارة أجرة، وتفاجأ بأحد أمناء الشرطة يطلب منه الخروج معه فى مأمورية خاصة، وعندما رفض نشبت بينهما مشادة كلامية، قام خلالها أمين الشرطة بسبه، ما جعل المجنى عليه يتبادل معه الشتائم، وعلى إثر ذلك أخرج أمين الشرطة سلاحه الميرى وأطلق منه الأعيرة على المجنى عليه ليسقطه قتيلا". يذكر أن نيابة حوادث جنوبالقاهرة، بإشراف المستشار أحمد الأبرق، القائم بأعمال المحامى العام، قررت تشريح جثة السائق الذى لقى مصرعه على يد أمين شرطة فى منطقة المعادى، لتحديد سبب الوفاة، وإعداد تقرير بالصفة التشريحية، وكلفت النيابة الأجهزة الأمنية بسرعة التحريات حول الواقعة وضبط المتهم.