لن تشعر معها بغربة فهى أمك أو أختك أو خالتك وأحيانا جارتك دولت هى نموذج الأم المصرية المتَّزنة فكريًّا الموجودة فى كل بيت أغيب أحيانا لأنى أختار أدوارى بعناية وأرفض التفريط فى حق المشاهد بمجرد ظهورها على الشاشة تجبرك طلتها على الانتباه. وتبدأ حواسك فى الاستعداد لاستقبال فنها وأدائها الراقى الذى يظهر فى أغلب أعمالها، وبمجرد أن تبدأ فى الحديث ستنسى تماما أنك أمام شاشة التليفزيون وأنها قد تكون أمامك فى الحقيقة بشحمها ولحمها. معالى زايد ممثلة من طراز خاص لا يظهر من موهبتها إلا كل عدة سنوات. استطاعت هذا العام أن تقدم دور «دولت» الأم المصرية فى أبهى صورة بعد غياب دام أكثر من أربع سنوات منذ مسلسل «ابن الأرندلى» مع يحيى الفخرانى تقول فى حوار خاص مع «التحرير» إن سبب غيابها هو رغبتها فى الدقة فى الاختيار وعدم التفريط فى حق المشاهدين على من يحبوهم من النجوم فى أن لا يقل مستوى أعمالهم عما يتوقعونه.. والوجود بشكل مكثف أحيانا يضرّ النجم نفسه. وعن سر اختيارها لهذا الدور وموافقتها على دور «دولت» تحديدا فى مسلسل «موجة حارة» تقول معالى: «إن ما جذبها للدور هو نفسه ما جذب الجمهور لها وهو حالة الصدق والقرب الكبير من الأم المصرية الحقيقية التى رسمت المؤلفة مريم نعوم ملامحها به مما جعلها مميزة جدا وسط شخصيات أخرى فى المسلسل لا تقل عنها تميزا وقوة» وعلى الرغم من أن الدور لأم مصرية ففيها شىء جديد بالتأكيد وجدته معالى زايد فى الشخصية حتى تخرج بها بهذا الشكل، وعن هذا تقول «إن الشخصية تتميز بأن لديها توازنا فكريا تعرف كل ما يدور حولها وتفهمه وتتصرف على أساسه وهو ما نحتاج إليه حاليا فى مجتمعنا وفى كل بيت مصرى شخصيات متزنة لا يصيبها التشدد أو اللين المفرط وإنما الاتزان وتستطيع أن تلمّ البيت المصرى والعائلة كلها حولها وتعيد حالة الترابط والتماسك للشعب المصرى وتقاليده وأصوله». ولكن على الرغم من هذا كان هناك تساؤل عن سر قبول معالى زايد للدور على الرغم من صغر حجمه مقارنة بتاريخها الكبير، وعن هذا تقول «أنا لا أفكر فى حجم الدور كبيرا أو صغيرا، وهناك عدة أسباب وافقت بسببها على العمل أولها أن المسلسل فى النهاية فكرة للأستاذ أسامة أنور عكاشة (رحمة الله عليه) الذى يعرف الكثير عن الحياة المصرية ولديه تفاصيل عن المجتمع المصرى ولا يستطيع أحد تشريحه ورؤية تفاصيله كما كان يفعل. ذلك بالإضافة إلى السيناريو والحوار البديع الذى قدمته مريم نعوم فى العمل وهو أحد أسباب حماسى له فالسيناريو مكتوب ببراعة وقوة كبيرة جدا جدا وهو ما زاد من حماسى على الرغم من تخوفى فى البداية من تقديم العمل خصوصا أنى كنت قد قرأت الرواية من قبل وأعرف أنها رواية قوية ويجب عند تقديمها أن تكون عملا قويا وهو ما وجدته فى السيناريو ومخرج العمل محمد ياسين». وعن شروطها الأخرى فى قبول أدوار قد لا تكون أدوار بطولة خصوصا فى مسلسل «موجة حارة» تقول معالى «أنا عندما أختار الأدوار تكون لدىّ بعض النقاط التى أهتم بها فى الاختيار أولاها أن يكون ظهورى مهما فى الأحداث فى أغلب المشاهد وهو ما وجدته فى (دولت) فإنها لا تظهر فى أى مشهد من المشاهد إلا وظهورها هذا يغير فى الأحداث ويزيدها قوة أو يغيّر من مسارها. بالإضافة إلى ميزة أخرى غاية فى القوة فهناك شخصيات فى الدراما نحن نسميها عزيزة أو ظهورها عزيز أى أن ظهورها المتقطع وإن كان على فترات متباعدة داخل أحداث العمل فهذا يزيد من اشتياق الجمهور لها ورغبته فى انتظارها وهو ما وجدته فى (دولت)». وتشير معالى زايد إلى أن من أهم أسباب موافقتها على الدور أيضا أنها «شعرت أن (دولت) ليست مجرد شخصية مكتوبة على الورق بل هى نموذج بشرى من لحم ودم تشعر للوهلة الأولى أنها أمك أو أختك أو جارتك ولن تشعر معها بغربة فالصدق الذى تمتلئ به مشاعرها هو أهم ما يميزها وهو أيضا أصعب ما فى الدور فتوصيل الصدق للمشاهد ليس سهلا على الإطلاق لكن شعور الممثل بهذا الصدق وتصديقه للشخصية بكل تفاصيلها يساعده بالضرورة على إيصال هذا الصدق إلى المشاهد وهو ما حدث مع (دولت) فقد صدّقتها فصدّقنى المشاهد على الشاشة». وعن خطوتها الفنية المقبلة تقول معالى إنها لم تفكر حتى الآن فى ظهورها الفنى المقبل ولم تختر العمل الذى ستقدمه بعد «موجة حارة»، مضيفة أنها تشترط أن يكون بنفس المستوى وليس أقل. وعن ردود الأفعال تقول إنها سعيدة بردود الأفعال والمكالمات التليفونية التى تلقّتها لتهنئتها بدور «دولت» والتى يبدو أنها نجحت فى مس مشاعر الناس والوصول إلى القلب كما يقولون فقد كانت تؤديها بمشاعر خاصة خرجت من قلبها ووصلت إلى المشاهد فحققت ردود أفعال أسعدتها بشدة. عن المسلسل المؤجل منذ عام 2011 «بين الشوطين» قالت: إنه لا أمل حاليا فى عودة المسلسل، لأن سبب التأجيل يعود لمشكلات إنتاجية أدت إلى وقف التحضير للمسلسل عدة مرات الذى وصل للموقف الحالى وهو توقفه لأجل غير مسمّى، وأضافت أنها تمنت أن يُنفذ المسلسل لأن تحمست جدا لفكرته ولدورها من خلاله خصوصا أن أحداثه تدور فى إطار اجتماعى كوميدى حول صراع الأجيال وتشارك بطولته نور الشريف، ولو كان المسلسل عُرض لما شعر الجمهور بطول فترة غيابها عن الشاشة.