بعد غياب ثلاث سنوات تعود الفنانة معالى زايد إلى شاشة التليفزيون لتجسد شخصية تعرفها جيدا، وظلت تراقبها لفترة طويلة ترصد تحركاتها وانفعالاتها ومدى صدق مشاعرها، وذلك من خلال مسلسل «الوتر المشدود» الذى تتقاسم بطولته مع آثار الحكيم. تقول معالى زايد: اخترت أن تكون عودتى للتليفزيون من خلال مسلسل «الوتر المشدود» لأنى وجدت به مواصفات العمل الذى يغرى أى ممثل لتقديمه، بداية من حبكة الأحداث وتسلسلها الشيق، انتهاء بدورى الذى أقدمه فى المسلسل وهى شخصية «وداد» سيدة الأعمال المليئة بالمتناقضات ما بين خفة الدم والشراسة والقوة فى دنيا البيزنس والضعف الإنسانى أمام أسرتها وابنها. الشروق: إذا المسلسل يدور حول دراما سيدات الأعمال؟ معالي: المسلسل يتناول أكثر من طبقة وفئة اجتماعية وإن كنت أظهر فى شخصية امرأة غنية تعيش فى ثوب سيدة شعبية، وحتى عندما رسمت ملابسها وتسريحة شعرها وجدت أن الشخصية تحرص على ارتداء كميات كبيرة من الذهب وتحاول أن تكون لافتة للنظر طوال الوقت. وهى تمارس البيزنس ولكن بمنطقها الخاص الذى يحكم تصرفاتها ورؤيتها للأحداث فقد تجدها متورطة فى بعض الأعمال غير المشروعة، وتجدها تعتمد على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة إلا أنها فى نفس الوقت بداخلها شخصية إيجابية تحاول أن تغير من نفسها. الشروق: هل ترسمين ملامح شخصياتك بنفسك؟ معالي: بعد قراءة السيناريو والجلوس مع المخرج أعلن حالة الطوارئ وأجهز الفرشاة والألوان واللوحات وأجلس أتخيل الشخصية وأرسمها وأحدد مواصفات ملابسها وتسريحة الشعر، ولونه وألوان الملابس وشكل الإكسسوار حتى أستطيع التعايش معها وأطبع عليها مشاهداتى الشخصية. الشروق: وهل قمت بنفس الأمر مع «وداد»؟ معالي: طبعا، إلى جانب أن وداد لها خصوصية لأنها تشبه سيدة ثرية أعرفها شخصيا وبعد أن قرأت المسلسل بدأت أراقبها دون أن تشعر وأدرسها عن قرب وبالفعل وجدت أنها تتطابق مع وداد بل يمكن أن تقول إننى سأجسد وداد كشخصية واقعية. الشروق: تتحدثين عن شخصية بها كثير من التناقضات والسلبيات فى الوقت الذى تحرص فيه النجمات على أداء أدوار مثالية حتى أعمالك الأخيرة كانت مثالية أىضا؟ معالي: أنا فى النهاية ممثلة ومطالبة بأداء كل الشخصيات سواء سلبية أو إيجابية ولا تشغلنى فكرة المثالية أو الشريرة لأن الجمهور لديه الوعى الكافى لفهم وإدراك أن الممثل الجيد هو الذى يدفعه لحب أو كره الشخصية وليس لحب أو كره الفنان ذاته. وإن كانت أعمالى الأخيرة مثالية، فقبلها كانت شخصية آمنة فى «الدم والنار» لامرأة قاتلة باحثة عن الانتقام ويملؤها الشر وفى النهاية أنا لا أقدم شخصيات من الفضاء فجميعها شخصيات من تراب المجتمع المصرى وتجدها حولك فى كل مكان. الشروق: بعد حصولك على بطولات مطلقة لماذا تقبلين باقتسام البطولة مع آثار الحكيم؟ معالي: العمل فرض نفسه وفرض على الجميع وجود شخصيتين نسائيتين وأعجبنى ذلك، ولا أهتم بفكرة البطولة المطلقة ولكن ما يشغلنى هو تقديم عمل يضيف لتاريخى الفنى ويضيف لشخصيتى ويقدمنى بشكل جديد للجمهور ولا يدفعنى للتكرار. فهو فخ يقع فيه الكثير من الفنانين وأنا أخشى من هذا الفخ لأننى لا أستطيع أن أقدم عملا أكرر فيه انفعالاتى وأحاسيسى ومشاعرى والجمهور لن يصدقنى وخوفى من التكرار كان السبب الرئيسى فى ابتعادى عن التليفزيون لثلاث سنوات متواصلة.