الغربية - مروة شاهين شاب عشريني، يستيقظ من نومه مبكرًا، مرتديًا جلبابه الصعيدي، يتوجه مهرولا إلى مكان توقف سيارة نقل تأتي من محافظة المنيا محملة بأقفاص التين الشوكي، ليأخذ حصته، ويضعها على عربة صغيرة يدفعها بما أوتي من قوة بحثًا عن الرزق، مستهدفًا مستقلي السيارات بمدينة طنطا، التابعة لمحافظة الغربية. طوال 6 سنوات، اعتاد "نور محمد"، على الاستقرار بمحافظة الغربية تاركًا أسرته بقرية أم دومة محافظة سوهاج، لبيع التين الشوكي لمدة 3 أشهر تبدأ في يونيو وتنتهي في أغسطس من كل عام. "كان زمان التين الشوكي فاكهة الغلابة، بس وصل دلوقتي 2 جنيه للحبة".. يقول صاحب ال27 عامًا، إنه القفص يحتوي على 100 حبة ب130 جنيهًا، يقسمها إلى أقفاص صغيرة، تضم الواحدة ما بين 25 - 35 حبة. ويضيف أنه اعتاد بيع التين الشوكي بمدينا طنطا، حيث يقطن في شقة صغيرة، يحرص على تأجيرها خلال الموسم لحين عودته لأسرته مرة أخرى. "الشوك تسبب في إصابات كتيرة ليا، لكن تعلمت من والدي طريقة مسك الحبة التين"، يؤكد الشاب ذمو الأصول الصعيدية، أنها باتت مهنته التي ورثها عن أبيه. يعول "نور" أسرته التي تتكون من 6 فتيات وشقيقه الأصغر ووالدته ووالده العجوز الذي يرافقه في غربته؛ لمساعدته في التعامل مع التجار؛ للعودة ب"مصروف البيت".