أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أنه حدد متوسط خط الفقر المصري عند 5787.9 جنيه سنويا، أو 482 جنيها شهريا، (بما يعادل 1.8 دولار يوميا). وبلغت نسبة المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر 27.8%، وفقا لبحث الدخل والإنفاق لعام 2015، الذي أُعلنت نتائجه اليوم الثلاثاء. وخط الفقر الكلي يشير إلى الحد الأدنى من الدخل الذي لا يمكن للفرد تلبية احتياجاته الأساسية إذا لم يحصل عليه. ويختلف تقدير خط الفقر من منطقة لأخرى داخل مصر، نتيجة اختلاف تكلفة المعيشة. وقالت هبة الليثي، أستاذ الإحصاء في جامعة القاهرة والمشاركة في إعداد البحث، أنه تم رفع خط الفقر من 326 جنيها في بحث الدخل والإنفاق السابق 2012/ 2013، إلى 482 جنيها في بحث 2015، (زاد بنحو 48%)، مع وضع معدلات زيادة أسعار المستهلكين في الحسبان. وبلغ معدل التضخم السنوي في أسعار المستهلكين 14.8% في يونيو الماضي. وتشير البيانات إلى أن 2015 قد شهدت أعلى معدل للفقر منذ عام 2000، فقد لخط الفقر الحالي ارتفعت نسبة الفقر في مصر إلى 27.8% في 2015، مقابل 26.3% في بحث الدخل والإنفاق السابق في 2012/2013، بينما كانت نسبة الفقراء 25.2% في بحث عام 2010/2011. ويعني خط الفقر الحالي أن الأسرة المكونة من 5 أفراد تحتاج إلى 2372 جنيها في الشهر، لتطفو فوق خط الفقر. وتقول هية الليثي إن هناك علاقة طردية واضحة بين زيادة عدد أفراد الأسرة واحتمالية الفقر، بالإضافة للدور الذي تلعبه الأمية، "الأميون أكثر فقرا، والفقراء أقل التحاقا بالتعليم في كافة المراحل العمرية، مما يعني أن الفقر يتم توريثه وسيبقى الفقراء فقراء. إلا أن التعليم الجيد قادر على إخراج المواطنين من الفقر". تحتاج الأسرة المكونة من 5 أفراد إلى 2372 جنيها في الشهر، لتطفو فوق خط الفقر. وكان لزيادة أسعار الغذاء في الفترة الماضية دور في زيادة أعداد الفقراء، كما تقول الأستاذة المشاركة في إعداد البحث. نقطة أخرى أشار إليها بحث الدخل والإنفاق وهي أن السكان في الحضر أغنى من الريف، لكنهم يعانون من درجة أكبر من التفاوت في الدخول. لكن الريف يشهد "زيادة في معدلات التفاوت، وزيادة في معدلات الفقر"، في العامين الأخيرين على عكس الحضر الذي انخفض فيه التفاوت واستقر فيه معدل الفقر، كما توضح نتائج البحث. وتزيد نسبة الفقر في ريف الوجه القبلي عن الوجه البحري، حيث تبلغ في الوجه القبلى 56.7% من السكان (ما يقرب من مثلَيّ متوسط الجمهورية)، بينما تصل في الوجه البحري إلى 19.7%. وسجلت محافظتي أسيوط وسوهاج أعلى معدلات للفقر، بنسبة 66% من السكان، بينما بلغت نسبة فقراء القاهرة 18% من سكانها. وحمى دعم السلع الغذائية 4.6% من المصريين من الهبوط أسفل خط الفقر، وفقا لنتائج البحث. لكن النتائج تشير أيضا إلى أن 77% من فئة أكثر 10% إنفاقا بين الأسر المصرية يستخدمون بطاقات التموين المدعمة، وأن هذه النسبة ارتفعت مقارنة مع 68% في البحث السابق في 2012/ 2013، بما يعني وجود خلل واضح في الاستهداف الحكومي للدعم، المفترض أن يوجه للفئات الأقل دخلا.
