كريمة: وأد الفتنة بنشر ثقافة التعايش وليس بالتصالح القس فكري: أقيموا بيتا للعدالة كمال زاخر: «بيت العائلة» يرسخ مبادئ القبيلة عضو «بيت العائلة»: نعمل بقوة في إطار العدالة شهدت الأيام الماضية تكرار حوادث الفتن الطائفية، بين المسلمين والمسيحيين، وشهدت محافظة المنيا وحدها، 4 حالات، في الفترة الماضية. "بيت العائلة المصرية"، الذي تم إنشائه عقب أحداث الاعتداء على كنيسة "سيدة النجاة"، أواخر ديسمبر 2010، والاعتداء على كنيسة القديسين بالإسكندرية، يناير 2011، كسبيل شرعي للمساهمة في وأد الفتنة الطائفية، يترأسه بالتبادل د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إلا أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة المنيا حملت العديد من عبارات الفشل تجاه دور "بيت العائلة المصرية" في احتواء أزمة الفتن الطائفية. لم يقف الأمر عند حل فشل دور "بيت العائلة" في احتواء تكرار الأزمات الطائفية بالمنيا، بل تطور الأمر فخرج علينا الأنبا مكاريوس في تصريحات له برفض تدخل "بيت العائلة"، مبررًا ذلك بأنه يزيد من المشكلات، معلنًا رفضه الشخصي الجلوس مع ممثلي البيت في حل أزمة "سيدة الكرم". وتطرح "التحرير" سؤالًا.. "هل أصبح بيت العائلة ديكورًا لا قيمة له؟". كريمة: معالجة فكرية تربوية يساهم فيها الجميع قال د. أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن وأد الفتنة الطائفية بين أبناء المجتمع الواحد كمسلمين وأقباط في مصر لا يكون بأسلوب جلسات الصلح والتصافح وتقبيل الرؤوس بل عن طريق تصحيح المفاهيم المغلوطة التي زرعت من قبل أفواه السلفيين في التحريض على كراهية المسيحيين بالتضييق عليه بدً من الإفتاء زورًا وبهتانًا بعدم جواز التهنئة. أضاف كريمة، في تصريح خاص ل"التحرير" أن "بيت العائلة" أصبح ديكورًا ويعمل في وادٍ والحلول والمواجهات في وادٍ آخر، مؤكدًا أن السبيل الوحيد لإخماد نيران الفتن الطائفية يتطلب أولًا معالجة فكرية دعوية تربوية تشارك في إعدادها ونشرها العلماء المختصون ومختلف هيئات ومؤسسات الدولة منها التربية والتعليم والثقافة والإعلام والأئمة بنشر ثقافة التآخي والمحبة بدلًا من المعالجة الظاهرية التي يتبعها "بيت العائلة". القس رفعت: ألغوه علق القس رفعت فكري، مسئول لجنة الإعلام بسنودس النيل الإنجيلي، على دور "بيت العائلة" في أحداث المنيا عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "ألغوا بيت العائلة وأقيموا بيتًا للعدالة". زاخر: «بيت العائلة» يستبق القانون ويرسخ للقبيلة أوضح كمال زاخر، باحث قبطي، أنه بالرجوع للأغراض التي أنشئ من أجلها بيت العائلة المصرية، كان من مهامه الأساسية وفقًا لما هو معلن أن الكيان مهمته محاولة إعادة هيكلة الخطاب الديني من خلال دعم تطوير الفكر لدى الدعاة والكهنة، غير أن الاجتماعات واللقاءات الخاصة بأعضاء بيت العائلة لم تسفر عن شيء. وأشار زاخر أنه من الأغراض غير المعلنة على الرأي العام وراء تشكيل بيت العائلة المصرية تتبلور في محاولة بعض الهيئات السيطرة على غضب الشباب الذي ظهر جليًا في كثير من المطالبات بالكرامة والحياة الإنسانية والعدالة الاجتماعية خاصة في الميادين عقب نشوب ثورة 25 يناير، وذلك على أمل أن يلعب البيت دور فعّال في الهيمنة على الشباب غير أنه فشل في هذه المهمة. وأكد أنه بشكل مفاجئ ودون مقدمات يتدخل "بيت العائلة" في النزاعات الطائفية، ويحاول أن يستبق القانون ويعطل سير العدالة ويعمل على ترسيخ مبادئ القبيلة بدلًا من الوطن، وهذا الأمر في غاية الخطورة. وطالب زاخر بعودة بيت العائلة لما أنشئ من أجله وتطوير العمل الدعوي, أو إعلان خروجه من المشهد لأنه لا يملك مقومات البقاء وفيما يتعلق بالأحداث الجارية ليس أمامنا إلا تطبيق القانون وأن تتجه الإرادة السياسية لإعمال دولة القانون لأن مصر لا تعاني من فتنة طائفية بل أعمال إجرامية تمارس ضد قطاع من الشعب المصري على الهوية الدينية وعلينا أن نعمل على تجفيف المنابع سواء كانت لأسباب سياسية أو فكر دعوي متطرف. بيت العائلة: لسنا ديكورًا دافع الشيخ محمد زكي أمين، عضو بيت العائلة، قائلًا: إن البيت ليس ديكورًا كما يروج البعض بلا يعمل بشكل مؤسسي على نبذ الفتنة الطائفية من خلال لقاءات على أعلى مستوى بالمسئولين وكافة الأطراف المعنية. ونوه أمين إلى أن بيت العائلة لا يعطل سير العدالة بل يراعي البعد الاجتماعي لوقوع الحادثة بضرورة العمل على تهدئة النفوس بين الأطراف المتنازعة جنبًا إلى جنب مع البعد القانوني وسير العدالة، وتدخل بيت العائلة يقلل من حجم الخسائر ويساعد على ترسيخ قيم التعايش والمواطنة بين أبناء المجتمع الواحد.