كشفت مصادر مسؤولة بوزارة الأوقاف، ل"التحرير"، آليات تفعيل مشروع "الخطبة المكتوبة"، التي تعتزم الوزارة تنفيذها. وقالت المصادر، رافضةً كشف هويتها، إنَّ الوزارة ستخصِّص لجنة علمية لكتابة الخطب الشهرية خلال اجتماعين كل شهر، حيث يتضمن الاجتماع الأول تحديد الموضوعات، فيما يدور "الثاني" حول الوقوف على الخطبة نصًا. وأضافت أنَّه بعد الانتهاء من تحديد موضوعات الخطب وكتابتها يتم التسليم إلى الوزير أو رئيس القطاع الديني، والذي يقوم بدوره بتحويل نص الخطبة مكتوبًا إلى بعض الشخصيات الأمنية بالوزارة للموافقة، لافتةً إلى أنَّ "الكلمة الأولى" ستكون للجهات الأمنية بالوزارة, ثمَّ تعرض على الوزير قبل إرسالها بالبريد الإلكتروني إلى مديريات الأوقاف. وأشارت المصادر إلى أنَّ سماح الوزارة لبعض الخطباء بالخطبة ارتجالًا دون الالتزام ب"الخطبة المكتوبة" يرجع لحرص الوزارة للسماح لبعض الشخصيات الأزهرية بترك المجال لهم مفتوحًا في مجال الخطابة على المنابر، من باب عدم إحراج الموسسة الدينية "مشيخة الأزهر"، حسب تعبيرها. وغدًا الثلاثاء، يعقد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اجتماعًا موسعًا بديوان عام الوزارة، مع وكلاء الوزارة على مستوى الجمهورية؛ لشرح فكرة وآليات تنفيذ خطبة الجمعة المكتوبة. وصرَّح جمعة، في وقتٍ سابقٍ - بأنَّه سيكون أول من يلتزم من جانبه بنص خطبة الجمعة المكتوبة تأكيدًا لقناعته بأهمية هذا الموضوع لإرسال رسالة إيجابية بأنَّ قراءة الخطبة المكتوبة لا يعني مطلقًا نقصًا في قدرات وإمكانات صاحبها. وأوضَّح أنَّه يمكن السماح للخطباء المتميزين بأداء الخطبة الموحدة ارتجالًا، وذلك بعد موافقة القطاع الديني بالوزارة، مشيرًا إلى أنَّ اللجنة العلمية التي أعلنتها الوزارة لإعداد وصياغة موضوعات خطب الجمعة بما يتوافق مع روح العصر من قضايا إيمانية وأخلاقية وإنسانية وحياتية وواقعية ستبدأ عملها قريبًا، مع الاستمرار في توحيد خطبة الجمعة وتعميمها مكتوبة. وكانت الوزارة قد أعلنت نيتها تعميم خطبة الجمعة المكتوبة منعًا للإطالة أو الخروج عن موضوعها أو استغلالها بشكل سلبي، حيث رأت أنَّ بعض الخطباء لا يملكون أنفسهم على المنبر سواء بالإطالة أو بالخروج عن الموضوع إلى موضوعات أو جزئيات متناثرة لا علاقة لها بالموضوع بما يربك المستمع ويشتت ذهنه ويضيع المعنى المقصود من وراء الموضوع أو بالدخول في أمور سياسية أو حزبية لا علاقة لها بمضمون الخطبة.