تصر قيادات «الإخوان» على الانتقال السريع من مرحلة السقوط إلى مرحلة الانتحار السياسى والأخلاقى.. بدلاً من الانصياع لإرادة الشعب والاعتراف بالفشل والاعتذار عن الخطأ.. تواصل هذه القيادات السير فى طريق الخصومة مع الوطن، حتى لو أدى بها ذلك إلى الوقوع فى بئر الخيانة والشرب من مياهها المسمومة! بالأمس كانت هذه القيادات تريد إبلاغ رسالة للمبعوث الأمريكى الذى يزور القاهرة، كانت تريد أن تقول له إنها ما زالت موجودة وأن ما استثمرته أمريكا فيها لم يضع سدى! وبغض النظر عن حماقة هذه القيادات التى لا تدرك أن الإدارة الأمريكية تعرف حقيقة الموقف تمامًا، وأنها إذا كانت تناور وتداور فمن أجل أن تعيد ترتيب أوراقها وتقليل خسائرها.. بغض النظر عن ذلك فإن السؤال هو: هل كان لا بد أن تكتب رسالة الاسترحام للمبعوث الأمريكى بدم المصريين، وبهذه الطريقة التى تثبت أن الإرهاب أصيل فى عقلية هذه القيادة المجرمة التى قادت الجماعة إلى نهايتها، ولا تريد أن تغادر المسرح قبل أن تنشر الدمار فى ربوع الوطن؟! بالأمس قدمت القيادة الآثمة للجماعة عرضًا بائسًا تقول فيه بوضوح إنها ماضية فى طريق الانتحار.. واصلت عملياتها الإرهابية فى سيناء بتدمير أوتوبيس للعمال وقتل وجرح عشرين منهم كانوا يسعون لرزقهم فى سلام. فى القاهرة أرسلت المخدوعين الغلابة من أنصارها ليقطعوا الطرق والكبارى، وليثيروا الرعب فى ميدان رمسيس وغيره من الميادين، ويشتبكوا مع الأهالى المدافعين عن أمنهم ولقمة عيشهم. تعرف القيادة الآثمة لجماعة الشر أن القصة انتهت ولكنها تخشى الحساب.. سواء من الدولة التى ارتكبوا فى حقها أبشع الجرائم، أو من الشعب الذى سلمهم الأمانة فخانوا الثورة وأفسدوا فى الأرض، أو من المخدوعين من أعضاء الجماعة «خصوصا من شبابها» حين يكتشفوا الحقائق ويعرفوا أنهم كانوا يسيرون وراء قيادة تكذب على الله وعلى الناس، تتاجر بالدين من أجل السلطة، وتبيع مصالح الوطن من أجل مصالحها الخاصة. إنهم يريدون الآن الخروج الآمن، وقد كانت أبوابه مفتوحة أمامهم ولكنهم رفضوا واستكبروا، متصورين أن دعم أمريكا أكبر من كلمة الشعب، وعندما أيقنوا أن القصة انتهت، فإنهم بدلاً من الاعتراف بالسقوط والخضوع لإرادة الشعب، يتصورون أن الأمان يمكن أن يتحقق لهم بنشر الإرهاب الذى تبنوا عملياته فى سيناء، وبإطلاق المخدوعين من أنصارهم فى محاولة لشل الحركة فى القاهرة، ولاستدراج قوات الجيش والشرطة للصدام، ولتسول التدخل الخارجى لكى يضمن للقيادات الآثمة أن تخرج بأمان! مشكلة هذه القيادات الآثمة أنها لا تدرك الحقيقة الأساسية فى الموقف، وهى أن صدامها ليس مع جماعة أو فصيل أو مؤسسة، وإنما صدامها مع الشعب بأكمله، ومن هنا فإن كل ما تفعله لا يقربها مطلقًا من الخروج الآمن، بل من الانتحار الأكيد. تعرف هذه القيادات أن شعب مصر لن يسامح فى الدم الذى سال، ولا فى الجرائم التى ترتكب فى حق الوطن.. وتعرف أننا سوف نحسم المعركة ضد الإرهاب ولن نسمح لأحد بتعطيل مسيرة الثورة أكثر من ذلك.. وتبقى أمامنا مهمة أساسية وهى أن نكشف الحقائق حتى يدرك المخدوعون «خصوصا الشباب منهم» أنهم كانوا ضحية لقيادة آثمة احترفت الكذب والخداع وضحت بمصالح الوطن، وسمح لها ضميرها بأن تضحى بهم «مع غيرهم من أبناء الوطن» لكى تضمن الخروج الآمن، ولكى تنجو بجرائمها فى حق الوطن. فلنكشف الحقائق لهؤلاء المخدوعين ليعودوا لأحضان الوطن، وليكونوا معنا حين تجىء ساعة الحساب!