ماذا بعد المظاهرات الإخوانية بميدان رابعة العدوية.. والنهضة.. وأمام الحرس الجمهوري.. والزحف للأمن الوطني ومحاولات قطع الطرق؟.. عقارب الساعة لن تعود للوراء.. فقد أطاحت الإرادة الشعبية بنظام الرئيس مرسي وجماعته الإخوانية لفشلهم الذريع في إدارة الحكم وشئون البلاد.. ولن يسمح الشعب بعودتهم مرة أخري لسدة الحكم باستخدام العنف والقوة ولكن الفرصة مازالت قائمة أمام أعضاء الإخوان الذين لم يرتكبوا جرائم بحق الشعب ومن خلال المصلحة الوطنية للانخراط في العمل السياسي والترشح في الانتخابات القادمة.. إذا مكث المؤيدون للدكتور مرسي والمطالبون بعودته للرئاسة في ميدان رابعة.. وتحملوا مشقة الاعتصام شهراً أو شهرين في الميدان علي أمل تحقيق مطلبهم.. وهنا مستحيل.. أمام إرادة الأغلبية الشعبية الكاسحة الرافضة لعودة الرئيس المعزول.. فهل يستطيع المعتصمون البقاء لأجل غير محدود.. حتي يسترد مرسي عرشه الذي فقده لسوء إدارته بتسليم نفسه وفكره وعقله وكل جوارحه وحواسه للإخوان وبالتحديد القلة الحاكمة المستبدة للإخوان؟. لا ريب أن الإطاحة بنظام الإخوان في مصر بإرادة الشعب المصري القوية قد قتلتهم علي المستوي الإقليمي والدولي وأظهرت ضعفهم أمام الإدارة الأمريكية التي ساندتهم بقوة مالياً ومعنوياً من أجل عيون ومصلحة إسرائيل.. وهو ما أصاب قادة الجماعة الهاربة أو المحتمية بالمعتصمين بميدان رابعة بالجنون. القوات المسلحة وعلى رأسها الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع.. كانت تدرك تماماً كما تدرك القوى السياسية والشعبية ردود أفعال الإخوان حال عزل مرسى بثورة شعبية.. فالتظاهرات والحشود الإخوانية والتهديدات الصادرة عنهم.. وأعمال العنف.. والهجمات العدوانية والتفجيرات فى سيناء.. كانت متوقعة.. ولكن الجيش المصرى لديه الثقة والقدرة على المواجهة والرد وبتر أذرع الإرهاب وتحقيق الاستقرار للوطن. قالها الفريق أول السيسى بكل صراحة إن القوات المسلحة بكل أفرادها وقياداتها اختارت وبلا تحفظ أن يكونوا فى خدمة شعبهم والتمكين لإرادته الحرة لكى يقرر ما يرى.. فالشعب استدعى القوات المسلحة وطلبها لمهمة مدركاً أن الجيش يستطيع تعديل موازين مالت وحقائق غابت ومقاصد انحرفت.. وليس هناك من يملك وصاية على المواطنين أو يملى عليهم أو يفرض مساراً أو فكراً لا يرتضونه. بصراحة.. مهما فعل الإخوان فإنهم لن يستطيعوا مواجهة الشعب والجيش لأن الجميع ذاق مرارة الإخوان وانهيار أحوال البلاد عندما تولوا سدة الحكم.. حتى الرئيس الأمريكى أوباما الذى ناصرهم بشدة قد شعر بخدعتهم الكبرى وأنهم خذلوه ولكن تلك الخدعة بدأت بتقارير السفيرة الأمريكية باترسون التى انحازت للإخوان بصورة سافرة ومخزية أبرزت جهلها بالشأن المصرى وقوة إرادة المصريين.. فقد تأخرت الإدارة الأمريكية فى كشف كذب السفيرة باترسون وهو ما وضع أوباما فى ورطة أمام الكونجرس. إننى أشفق على سكان ميدان رابعة والشوارع المحيطة به الذين يعانون مشقة الحياة والحركة وأشفق أكثر على الغلابة من المعتصمين والشباب المخدوع المغيب مسلوب الإرادة... مصر لن تعود للوراء.. ويجب أن يدخل الجميع فى دائرة المصالحة الوطنية.. ويفهم الكل أنه لا يجوز إقصاء أحد حتى لا نكرر أخطاء الإخوان الفادحة. العنف لا يجدى ولا يجلب إلا الخراب والدمار ويأكل الأخضر واليابس.. والاستقواء بالخارج لا يفيد أمام إرادة الشعب المصرى.