تعاني عشرات القرى والنجوع بمركزي طهطا وطما شمال محافظة سوهاج من عدم توافر مياه الشرب بالشكل المطلوب وضعفها طوال اليوم وانقطاعها لساعات طويلة مما جعلهم يلجأون لجلب المياه من مرشحات خاصة لمياه الشرب وصار مواطني المركزين في رحلات البحث اليومية عن قطرات المياه العذبة تزامنًا مع شهر رمضان وعجز آليات الحكومة في توفير المياه. يقول المهندس محمود أحمد، من قرية نزله القاضي بطهطا منذ حلول شهر رمضان ونحن بلا مياه شرب وفي أزمة يومية، وناشدنا جميع المسئولين لتوفير المياه لكنها بلا فائدة مضيفا نلجأ لشراء قارورة مياه معدنية من الحجم الكبير يوميًا للإفطار، أما قضاء الحاجة وأعمال الغسيل فليس أمامنا إلا مياه الآبار ومكينات ري الأراضي الزراعية عالية الأملاح بسبب عدم توافر المياه التي هي أقل حقوقنا في الحياة التي كفلها لنا الدستور، مضيفًا، "من 10 سنين والدولة بتقول سيتم إنشاء محطة مياه كبري للقرية وأهو كلام وخلاص". ويضيف أحمد حسن، مواطن من قرية المدمر بطما، "شهر رمضان كشف عورات الحكومة وفشلها الذريع في توفير الكهرباء والمياه فيوميًا الكهرباء مقطوعة ومياه الشرب أيضا، والنواب ولا هما هنا من مشكلاتنا، طيب الراجل الفقير يروح فين نشتري مياه معدنية وإحنا مش قادرين علي مصاريف البيت الأساسية بسبب ارتفاع الأسعار الرهيب وناشدنا المسئولين يشفولنا حل أطفالنا هتموت بسبب مياه الشرب الطفل بيشرب أي مياه يلاقيها ملوثة مش ملوثة مش بفرق معاه والفشل الكلوي نهش في أجسادنا بلا رحمة".
وبسبب هذه الأزمة التي نعيشها منذ سنوات، قام أصحاب الخير ببناء مرشحات مياه خاصة تتكلف ما يقرب من ربع مليون جنيه لتنقية مياه الشرب الجوفية وجعلها صدقة جارية، ويؤكد أحد أصحاب تلك المرشحات أن يحتاج إلى تغيير 3 فلاتر و10 شمعات تنقية ومواد لتحليه لمياه بمبالغ عالية يجب على الدولة أن توفرها لنا بدلاً من شرائها بمبالغ كبيرة. وحول آراء المواطنين في مياه الشرب الواردة من شبكة مياه الهيئة القومية، فعدد كبير من بينهم طارق حمودة وعلي لطفي ومحمد إبراهيم يؤكدون أنها غير صالحة للاستخدام الآدمي، قائلين: نكتفي بتقديمها للحيوانات ونلجأ لشرب مياه الشرب المفلترة عبر المرشحات الخاصة وأنها تسبب في ارتفاع نسبة الفشل الكلوي لقري المحافظة بسبب تغير خواصها الطبيعية وتحولها للون الأسود الداكن وامتلائها بالصدى. وعلى الجانب الحكومي أوضح مسئولي شركة مياه الشرب والصرف الصحي أنه سيتم افتتاح محطتين لمياه الشرب بتكلفة نصف مليار جنيه لتوفير مياه الشرب لما يقرب من 30 قرية ونجع بمركزي طهطا وطما وهما محطتي السكساكة وشطورة المسطحة وبدأت بالفعل التشغيل المبدئي علي أن يتم افتتحاهما خلال 3 شهور لحل مشاكل ضعف وتلوث مياه الشرب.