محاربة التلوث ومجابهة التغيرات المناخية حلم يراودهم، أفكار وخطط تحولت إلى واقع على الأرض، قصة نجاح ملهمة صنعها مجموعة من الشباب جمعهم التحدي والإصرار على الوصول لهدفهم، حماسهم جعلهم يقومون بتحويل "مقلب زبالة" إلى أول مجمع بييئي تحت مسمى "عين البيئة" ، واستغلوا عشوائية الحياة والظروف وقاموا بتحويل ركام من القمامة إلى أجهزة ونماذج بسيطة تنفع الناس، ولم يكتفوا بذلك الحد، بل قرروا أن يطوفوا محافظات المحروسة لزرع الثقافة البيئية في النفوس. مشاريع بسيطة عكفوا على صناعتها لتحويل وتدوير القمامة والنفايات بأنواعها، وعقدوا اتفاقًا مع المجلس القومي للمرأة بتدشين مجمع بيئي متوازي "لعين البيئة" يطوف المحافظات لنشر ثقافة المحافظة على البيئة، وأوضح أحمد معوض، أحد الأعضاء المؤسسين للمجمع، أنه سيقوم متخصصو عين البيئة بإقامة الندوات التعريفية والورش التدريبية على عدد من الأنشطة في كل محافظة ستقام بها الفاعليات. الطفل هو مستقبل الغد إيمانًا بتلك المقولة قام أعضاء عين البيئة بتركيز جهودهم لصالح الأطفال، مدشنين "الطفل الأخضر" لنشر ثقافة التوعية البيئية والتغيرات البيئية لدى الأطفال، ولذلك سيتم التركيز على فعالية الطفل الأخضر في كل المحافظات، وأشار معوض إلى أنه يجب تثقيف الطفل بيئيًا ليكون قادرًا في المستقبل على تحمل المسئولية البيئية نحو المجتمع. التنمية المستدامة هو حلم شباب "عين البيئة" لذلك يقومون بتطوير أفكارهم وتطويع النفايا والمخلفات لصالح البيئة، ومن ضمن الأنشطة التي ستتبناها تلك القوافل البيئية فصل المخلفات من المنبع، وإعادة إستخدام النفايات وتدويرها في أشياء نافعة، كما سيتم التركيز على "الأكوابونيك" وهو نظام بيئي حيوي متكامل ويعني الزراعة المائية عن طريق الأسماك، تمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي من العذاء في المنزل وإنتاج محاصيل غذائية دون أسمدة. كما ستتضمن القوافل نموذج "البايوجاز" وهو جهاز يقوم بتحويل المخلفات الحيوانية والزراعية والآدمية والمنزلية إلى غاز الميثان، الذي يستعمل كمصدر للطاقة، ذلك الجهاز يعمل على التخلص الآمن للمخلفات دون إحراقها وتلويث البيئة أو إلقائها في الشوارع، إضافة إلى ذلك ينتج غاز الميثان الذي يستخدم كمصدر للطاقة في الطهي.
بعد نجاح مجمع "عين البيئة" الذي أبهر الجميع كان من الواجب نشر تلك الثقافة الهامة بين جموع الشعب وفي كل الطوائف والفئات، لذلك جاء مشروع القوافل البيئية التي ستقوم بنشر كل ما وصلت إليه لأكبر عدد من الناس، وكانت بداية الرحلة بمحافظة الشرقية بقرية بني هلال مركز منيا القمح، والباقية ستأتي تباعًا حتى يتم إنشاء مجمع بيئي في كل محافظة من محافظات المحروسة.