برغم مرور 39 عامًا على رحيل عبد الحليم حافظ، إلا أن هذه السنين لم تنسي الجمهور عشقه للعندليب الأسمر، والذي كان بمثابة راعي الحب والمشاعر في فترة الستينات وحتى منتصف السبعينات، إلى أن أصبح العيش في قصة حب مرتبط بشكل وثيق بسماع أغاني العندليب الأسمر الرومانسية. وعلى الرغم من الفترة الزمنية الطويلة التي مرت على رحيل العندليب الأسمر، إلا أن العديد من التفاصيل عن حياته الخاصة البعيدة عن الساحة الفنية، لا تزال محط اهتمام وشوق وتطفل من الجمهور، وخاصة في تلك الأمور التي تعاني من قطبية وتناحر شديدين. ولعل انتماء العندليب الأسمر الرياضي، بدأ سرًا للعديد من الأشخاص على مدار سنوات طويلة، إلى أن انكشفت بعض الحقائق عنه خلال الأعوام الأخيرة، إما عن طريق المقربين له أو أصدقائه، وهذا بعض منها.. انتماء العندليب لنادي محدد "سر" لم يكن عبد الحليم حافظ ليفصح عن هوية النادي الذي يشجعه طيلة حياته إذا ما كان عايش لتلك اللحظة، فهو كان حريصًا بشكل واضح على عدم إطلاع الجمهور عليه، رغم أنه كان في إحدى فترات حياته أمر معروف ومألوف للجماهير، غير أنه كان دائم الإنكار لأي أقاويل تؤكد انتمائه إلى أي من قطبي الكرة المصرية. ظلت السرية هي مبدأ العندليب الأسمر في تشجيعه لكرة القدم، إلى أن انضم في الأواخر إلى رابطة محبي الأهلي، ليعلن حينها انتمائه صراحة في تشجيع النادي الأحمر، إلا أن أعماله الفنية لم تتأثر بهذا الإعلان، وظل على مسافة واحدة من كافة الجماهير الرياضية، فعندما طُرح عليه سؤال عن هويته كزملكاوي أو أهلاوي في فيلم معبودة الجماهير، لم تكن إجابته صريحة وواضحة. حلم الكرة لعل القليل قد يعلم أن عبد الحليم حافظ الذي صال وجال كمغني لامع على مدار أكثر من 30 عامًا، كان في الأصل يود أن يصبح لاعب كرة، إلا أن مرضه حال دون تحقيق هذا الحلم، خاصة وأن البلهرسيا كانت تضعف جسده النحيل بشكل دائم. خناقة العندليب والأطرش كان العندليب والمطرب اللبناني فريد الأطرش في حالة تناحر دائم، خاصة وأنهما كانا حريصين على التنافس في الساحة الفنية، إلى أن تحول الأمر إلى الرياضة، فكانت أيضًا مجال متسع لتشاجرهما. وفي عام 1959، كانا في شجار واضح، ولم تستطع الوساطات المختلفة في رأب الصدع بين النجمين، ليأتي فوز الأهلي على الزمالك، ويكون هو عامل الحسم في إنهاء الخلاف، حيث استغله العندليب الأسمر، وأرسل برقية كتب فيها: "مبروك للأهلي وهارد لك للزمالك، وعقبال كل مرة لما نقول مبروك للأهلي وهارد لك للزمالك، وعندما رأى فريد البرقية ضحك وكتب لعبد الحليم وقال: من نفسكم". العندليب والمايسترو كان صالح سليم رئيس النادي الأهلي السابق، وأحد أبرز نجوم في فترة الستينات والتي لقب خلالها ب"المايسترو"، هو أقرب لاعبي كرة القدم بشكل عام إلى قلب العندليب الأسمر، حيث كان يسعى سليم في تلك الفترة إلى رفع شعبية الأهلي عن طريق ربط جماهير الفن بالرياضة، ودخولها إلى معترك التشجيع من بوابة النادي الأهلي. واقترب المايسترو بفضل مشاركته في السنيما من الوسط الفني وبات صديق مقرب من العندليب الأسمر والنجم العالمي الراحل عمر الشريف وزوجته في ذلك الوقت الفنانة الراحلة فاتن حمامة، والمغنية اللبنانية صباح وغيرهم من أبناء الوسط الفني، وكان حريصًا على أن يحضر أكبر قدر منهم مبارايات الأهلي الهامة من مدرجات الملعب، وهو الأمر الذي أسهم بشكل واضح في ربط شريحة كبيرة من الجماهير الخاصة بهؤلاء الفنانين بالنادي الأهلي.