"نصر الدين طوبار".. الشيخ المبتهل الذي ضرب على أوتار القلوب وحلَّق في رحاب السماء، وتمعَّن في ألحان الخشوع، ذاق حلاوة الإيمان في قلبه، فرست ابتهالاته في أعماق القلوب. لم تكن حياته في بدايتها كما جاءت في نهايتها، فبعد أن حفظ القرآن الكريم وأجاد الابتهال قدَّم في اختبارات الإذاعة ست مرات، باءت جميعها ب"الرسوب"، إلا أن رسم نجاحه في تجربته السابعة. ولد "نصر الدين طوبار" عام 1920 بمركز المنزلة بمحافظة الدقهلية، حفظ القرآن في سن صغيرة، كان ملمًا باللغة العربية، وتتلمذ على يد مشايخ كبار أمثال مصطفى إسماعيل وعلي محمود. اختير مشرفًا وقائدًا لفرقة الإنشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون بمصر في عام 1980، وشارك في احتفالية مصر بعيد الفن والثقافة، وأنشد في قاعة ألبرت هول بالعاصمة البريطانية لندن، وذلك في حفل المؤتمر الإسلامي العالمي. سافر إلى العديد من الدول العربية والأجنبية وكتبت عنه الصحافة الألمانية "صوت الشيخ نصر الدين طوبار يضرب على أوتار القلوب". عاش "الشيخ نصر" لأكثر من 30 عامًا في شارع برسوم مطر في منطقة شبرا بين جيرانه الأقباط، لا يعادي أحدًا ولا يُعامل أي شخص بسوء، ولم يُعرف عنه طوال فترة سكنه غير سماحته وحسن خُلقه وحديثه الطيب وباب بيته المفتوح للجميع، فاعتبره الأقباط هناك أبًا لهم. قدَّم نصر الدين طوبار قرابة 200 ابتهال، منها "يا مالك الملك"، و"مجيب السائلين"، و"جل المنادي"، و"السيدة فاطمة الزهراء"، و"غريب"، و"يا سالكين إليه الدرب"، و"يا من له في يثرب"، و"يا من ملكت قلوبنا"، و"يا بارئ الكون"، و"ما بين زمزم"، و"من ذا الذي بجماله حلاك"، و"سبحانك يا غافر الذنوب"، و"إليك خشوعي"، و"حين يهدى الصبح إشراق سناه"، و"يا ديار الحبيب"، و"قف أدبا"، و"طه البشير"، و"لولا الحبيب"، و"كل القلوب إلى الحبيب تميل"، و"يحق طاعتك"، و"عدت إلى رحابك"، و"يا ليلة القدر"، و"رمضان اشرق"، و"الحوت والعنكبوت"، و"يحلو لدي"، و"أمري إليك"، و"أكرمنا في المعاش والمعاد"، و"حنيني"، و"أشرق الحق واصطفاه الضياء"، و"بك استجير"، و" قبسٌ من الرحمن لاح"، و"من غير ربي يستجيب؟".