«عين الحسود فيها عود».. لعنة يهابها الناس فضربوا بها المثل

"عين الحسود فيها عود" مقولة معروفة منذ آلاف السنين، أطلقتها الألسنة للتعبير عن قوة نظرة الحاسد الذي تصيب الأشخاص، وتلك النظرة يؤمن بها العديد من الشعوب والثقافات وبقدرتها على الحسد وجلب الحظ السيئ أو المرض أو الفقر للشخص الموجه له تلك النظرة التي يتسم أصحابها بنفوسهم الحاقدة التي لا تتمنى الخير لغيرها وترغب في زوال النعم عند الآخرين.
يؤمن بالحسد عدد كبير من الثقافات المختلفة كما أنه مذكور في القرآن، فهناك بعض الأشخاص يمكنهم إصابة غيرهم بالحسد بمجرد نظرة من أعينهم الحاقدة، وبالرغم من ذلك فإن من صور الحسد الشائعة أن من الممكن أن يصيب الحاسد شحصًا ما بالعين والحسد دون قصد أو وعي منه أو رغبه في إيذائه، وتأثير الحسد مختلف من شخص لآخر، فهناك حسد يكون تأثيره المرض أو الهزال أوحتى الوفاة، وآخر يسبب الحظ السيئ.
واستكشف أستاذ في التراث الشعبي بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، "آلان دندس" العديد من المعتقدات في عدة ثقافات، واستطاع العثور على القواسم المشتركة بينهم، والتي تتلخص في أن الشر الناجم عن هذه النظرة قد تتسبب في أعراض جفاف تؤدي للذبول، والذي يرتبط علاجه بالرطوبة، وهذا يفسر استخدام بعض الثقافات للأسماك لتحصينهم من العين نظراً لرطوبتها.
الاعتقاد في عين الحسود انتشر منذ آلاف السنين في منطقة البحر الأبيض المتوسط كما انتشرت في مناطق أخرى بما فيها شمال أوروبا، وبشكل بارز في منطقة الأمريكتان، حيث تم جلبها من قبل المستعمرين الأوروبين و المهاجرين من الشرق الأوسط، وأقر الدين الإسلامي بأحقية العين والإيمان بها، بناءً على ما قاله محمد، صلى الله عليه وسلم: "العين حق".
وكان هناك إيمان كبير بالعين الحسودة في الديانات القديمة منذ الأزل، وكان يتم استخدام التعاويذ والطلاسم كوسيلة للحماية من العين آنذاك، فمنذ آلاف السنين وحتى الآن يعتقد الكثير في "عين الحسود" والبعض يلجأ إل الدجل للتخلص من هذه العين الحاسدة التي تتسبب في الكثير من المصائب.