فى الوقت الذى تبذل فيه إيران تأثيرا ملحوظا فى سوريا وعبر منطقة الشرق الأوسط، تواجه مقاومة من مصدر غير محتمل: ديمقراطية العراق المستقطبة والمترنحة، حسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية. رسميا لا يزال رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، الذى طلب اللجوء ذات مرة إلى إيران، يحتفظ بالحيادية تجاه النظام السورى والحرب الأهلية فى سوريا، فى حين ألقت جارته الشرقية بدعمها كاملا وراءه. كما قام المالكى مؤخرا بجهود ملحوظة لبناء تحالفات مع الجماعات السنية العراقية فى محاولة لخلق تعاون بين الطوائف المختلفة فى منطقة تتميز بالانقسام الدينى إلى حد كبير. فى تصريح ل«واشنطن بوست»، يقول أحد مستشارى المالكى رفض ذكر اسمه: «لا يعجب هذا إخواننا الإيرانيين». الصراعات الطائفية عبر المنطقة زادت مع اشتعال الحرب الأهلية السورية، ويقع العراق فى منتصفها. تعيش الأغلبية الشيعية بصورة أساسية فى الجزء الشرقى من العراق، بالقرب من إيران التى تزود الرئيس السورى بشار الأسد بالأسلحة والمحاربين. بينما يعيش العراقيون السنة الذين يشكلون ثلث الشعب العراقى، فى منطقتى الغرب والشمال، بالقرب من سوريا، حيث الثوار السنيين الذين يتلقون الدعم من تركيا والسعودية العربية وقطر. لعل هذا هو سبب تجنب اتخاذ الحكومة العراقية ذات القيادة الشيعية جانب أى طرف، أو على الأقل علنا. ينتاب كثيرا من الزعماء القلق من أن نظاما جديدا فى سوريا قد يكون معاديا للعراق، لكنهم مهتمون حول تقليل الاضطراب الداخلى إلى الحد الأدنى. وبالرغم من إرسال إيران الأسلحة إلى دمشق عبر المجال الجوى العراقى، فإن العراق استجاب أيضا إلى الضغط الدبلوماسى من الولاياتالمتحدة بتفتيش بعض الرحلات والامتناع عن تقديم مزيد من الدعم المباشر. لكن لا يزال العراق متأثرا بشكل كبير بالصراع فى سوريا، حيث تحارب جماعات جهادية عراقية فى الجانبين. القاعدة فى العراق تحالفت بشكل رسمى مع الجماعات الثورية المتطرفة فى سوريا، فى حين نشر الجهاديون الشيعيون العراقيون المدعومون من إيران، محاربيهم للدفاع عن نظام الأسد. تسربت الفوضى إلى العراق الذى عانى مؤخرا أكثر 3 أشهر مميتة خلال 5 سنوات، مما يؤجج مخاوف عودة الحرب الأهلية التى حرقت العراق فى 2006 و2007.