فوجئ أهالي قرية كوم العرب، التابعة لمركز طما شمال محافظة سوهاج، بوجود أكوام من المخلفات الطبية والنفايات الطبية ملقاة في الشوارع وخلف أسوار محطة مياه تحت الإنشاء والتي تخلص منها أصحاب العيادات والمراكز الطبية الخاصة، وقيام مجهولون بإشعال النيران في المخلفات وانبعاث الأدخنة ليستنشقها أهالي القرية بينهم الأطفال ومرضى الصدر والسيدات الحوامل في غفلة من المسئولين عما يحدث. رصدت عدسة "التحرير" تلك المأساة التي يئن منها المواطنون ويستغيثون بمحافظ سوهاج الدكتور أيمن عبدالمنعم لسرعة إنقاذهم، وطالب مرسي العربي، موظف من أهالي القرية «بإيجاد مرتكبي تلك الجريمة و معاقبتهم حيث أن تلك المخلفات قد تكون السبب في وفاة طفل أو تعرضه للإصابة بأمراض خطيرة». وقالت «أم محمود»، ربة منزل: «فوجئت بابني يحضر للمنزل وبيده عدد من "القفازات الطبية " التي تستخدم في عيادة أطباء النساء وكان يرتدي إحداها وأصبت بالذعر وقمت بأخذها منه والتخلص منها بحرقها في "الفرن البلدي" وغسلت يدي ويديه بمطهر ، إلا أنني حتى الآن قلقة عليه، وعندما سألته عن مصدر ذلك قال لي أن أحد الأطفال أعطاها له وظلت لديه كمية أيضا». وأضاف خليفة كمال، مزارع، أن النفايات ملقاة بطريق زراعي ملاصق لأرضه ووصل بعضها للأرض وقام بجمعها في كيس وإبعادها لكنها مازالت هناك كميات كبيرة بالطريق العام. وأوضح ممدوح العمدة، موظف، أن الأهالي قاموا بإخطار مجلس المدينة بعد تطايرالمخلفات الطبية بمحيط محطة المياه الجار إنشاؤها، لإرسال عمال النظافة والتخلص منها بشكل آمن ولكن في ظل التراخي ظلت المخلفات حتى قام مجهولون بإشعال النيران فيها وظلت مشتعلة لأكثر من 24 ساعة واكتست القرية بأدخنة تحمل روائح كريهة ولوثت الهواء لوجود مخلفات طبية بها.
من جهته قال الدكتور محمد .م، أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية بمستشفى سوهاج العام، إن هذه الأدخنة التي تنبعث جراء حرق المخلفات الطبية لها تأثير خطير على المواطنين الذين يعانون من أمراض الصدر والأطفال والحوامل، لذا يجب التخلص منها في محارق المستشفيات وبالطرق السليمة حيث تتبع عدة خطوات للتعامل معها منعا لنقل العدوى بين المواطنين، خاصة "الحقن والمشارط التي تحوي دماء " التي تعد من أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالفيروس الكبدي الوبائي C.