سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. «محرقة المخلفات الطبية» تهدد أهالي «سمسطا» ببني سويف.. سمير: الغازات السامة أصابتنا بالأمراض.. مازن: مصدر جديد لنقل «العدوى».. طلاب المدارس ينتظرون الموت البطىء.. ومسئولو الصحة يرفضون نقلها
يعاني أهالي مدينة «سمسطا» بمحافظة بني سويف، من محرقة النفايات الطبية «الخطرة» التي تلقى برائحتها وأدخنتها المشبعة بالأمراض على الآلاف من سكان المنطقة المتأخمة لمبنى المستشفى، فضلًا عن المترددين يومًا، في ظل حالة من «العناد» و«المكابرة» من مسئولى الصحة بالمحافظة، ورفضهم نقل «المحرقة» بعيدًا عن مدخل المستشفى، خاصة أن معايير الجودة واشتراطات السلامة والصحة المهنية وقرارات وقوانين مكافحة العدوى، وغيرها من التشريعات تشترط إنشاء تلك «المحارق» على بعد 3 كيلو مترات من التكتلات السكانية. غضب الأهالي في البداية، قال سمير أحمد، أحد سكان المنطقة المتأخمة للمستشفى، إنه كان من المفترض أن تقيم الحكومة تلك المحرقة على بعد 3 كيلو مترات من المنطقة السكنية كما هو متبع حرصا على حياة المواطنين، مضيفًا: «إلا أننا فوجئنا بإنشائها داخل المستشفى، كما أنها مجاورة للمدرسة الابتدائية وهو ما تسبب في إصابة أهالي المنطقة بمختلف الأمراض الصدرية مثل الربو وحساسية الصدر وغيرهما؛ بسبب تلك الغازات السامة الناتجة عن الحريق وقد تقدمنا بعدة شكاوى ولكن دون جدوى». معاناة يومية وأضاف محمود جابر سيد، عامل، أن مشكلة المحرقة هي معانأة يومية لنا جميعًا، حيث تبدأ رحلة جمع المخلفات في مستشفيات عديدة لتسليمها إلى المحرقة التي تم إنشاؤها في عام 2005 بسعة 100 كيلو جرام في الساعة، لتكون المحصلة نحو نصف طن من المخلفات يوميا. كل هذا يتم في قلب المدينة المزدحمة بالبشر وفي منطقة مأهولة بالسكان، وبجوار مدرسة مصطفى كامل الابتدائية، وهو ما يهدد الكثيرين بالأمراض الصدرية المتنوعة، ويرفع احتمالات الإصابة بالسرطان، كما يهدد الأجنة في بطون أمهاتهم بالتشوهات الخلقية. غازات سامة وتسأل مازن يوسف، من سكان المنطقة: «أليس من المفترض أن تحافظ الحكومة على حياة المواطنين؟ لكن في مدينة سمسطا حدث العكس، حيث تنتج المحرقة غازات سامة تسبب الكثير من الأمراض، فضلا عن الرائحة الكريهة، واذا انقطعت الكهرباء فان الأدخنة تنتشر في المنطقة بشكل كثيف». اتنشار الأمراض ويؤكد الدكتور عمر محمد، أخصائي القلب والعناية المركزة، أن الهدف الأساسي من محارق النفايات الطبية هو منع انتشار الأوبئة والأمراض بين المواطنين، والقضاء على الأمراض المستوطنة، إلا أن حرق تلك النفايات ينتج عنه غازات سامة مثل غازي الزئبق والديوكسين، والذي ثبت علميا أنها مسببة للأمراض السرطانية بالكبد والرئة والمعدة والأنسجة الرقيقة، بالإضافة إلى الأورام الليمفاوية. وأضاف أخصائي القلب، أن التعرض لنسب صغيرة من هذه المادة يؤثر على الجهاز المناعي، كما أن له أيضا تأثيرا لا يستهان به على التناسل البشري، حيث يؤدي تعرض الحامل إلى الديوكسين إلى ولادة أطفال يعانون من تشوهات خلقية. استيعاب المخلفات وأكد أحد مسئولى التشغيل بالمحرقة، فضل عدم ذكر اسمه، أنه تم إنشاء المحرقة لاستيعاب كم المخلفات الطبية بمركزي سمسطا والفشن، بالإضافة إلى بعض النفايات التي تضاف بصفة يومية بناء على إشارة ترد من مديرية الصحة سواء من داخل أو خارج المحافظة، مشيرًا إلى أن التخلص من النفايات وخاصة السرنجات والمواد البلاستيكية يحمي المواطنين من إعادة تصنيعها مرة أخرى، لأن ذلك يتسبب في انتشار مختلف الأمراض. دورة الحرق وأضاف أنه تبدأ دورة حرق المخلفات، بقيام المندوبين الصحيين يوميا بالمرور على المستشفيات لجمع المخلفات الطبية الصلبة في سيارات عبارة عن «صناديق مغلقة» حتى تصل للمحرقة، ثم يتم تفريغ المخلفات، لتدخل الفرن، وتأخذ دورتها، ومن ثم يأتي مندوبو الصحة ويقومون بجمع الرماد الناتج من الحرق، ونقله إلى المدفن الصحي بصحراء سمسطا. مواصفات طبية وأشار إلى أن المحرقة مصممة وفق مواصفات طبية وفلاتر للتنقية، بالإضافة إلى أن المدخنة لها مواصفات محددة، وطولها يصل إلى 8 أمتار، لتعلو بالدخان بعد تنقيته تماما بالفلاتر المخصصة، مضيفًا: ولكي يتجنب العمال أضرار عملية الحرق، فإنهم يرتدون ملابس خاصة وكمامات وخوذة طبية هذا ما يؤكده العامل لكننا لم نره على أرض الواقع. ويتابع: «العمل في المحرقة يتم بعد مواقيت العمل الرسمية منذ الساعة الواحدة والنصف ظهرا حتى الخامسة مساء».