حالة من الغضب تسود مدينة رشيد بمحافظة البحيرة؛ بسبب محرقة لنفايات المواد الطبية في المستشفى، قال الأهالي إنها تمثل خطرًا كبيرًا على صحتهم، وأبدى الأهالي، خصوصًا سكان المناطق المجاورة للمستشفي، وكذلك المرضي بالعنابر الداخلية بالمستشفي، غضبهم من الوضع القائم. وتُحرق النفايات الطبية للعديد من المستشفيات الطبية العامة، والخاصة، والعيادات الخاصة، على مستوى محافظة البحيرة بمحرقة المستشفي التي تحولت إلى بؤرة للتلوث، مما يهدد بإصابة المواطنين بالأمراض الناتجة عن الروائح الكريهة والغازات المسرطنة التي تتسبب في انتشار الأمراض. "البوابة نيوز" رصدت معاناة أهالي المناطق المجاورة لمستشفي رشيد العام، بسبب حرق النفايات الطيبة بمحرقة المستشفي. يقول "محمد مصطفى"، أحد رواد مسجد أبو بكر الصديق، الذي يقع بالقرب من المستشفى، إن الانبعاثات التي تصدر عن المحرقة تتسبب في اختناق الأهالي أثناء الصلاة، كما أدت إلى إصابة من يقطنون في العقارات المجاورة بالأمراض الصدرية. ويضيف "مصطفى": "طالبنا المسئولين، بسرعة نقل هذه المحرقة بعيدًا عن الكتلة السكنية، حرصًا على حياة السكان والأطفال، لكن لا حياة لمن تنادي!". ويقول "مجدي الجلب"، أحد قاطني المساكن الشعبية بالمنطقة: "إن نجلة شقيقه توفيت بعد إصابتها بالسرطان؛ نتيجة استنشاق الانبعاثات الصادرة عن هذه المحرقة، التي حولت حياتنا إلى جحيم"، مشيرًا إلى أن "المحرقة" أصابت العشرات من الأطفال بالأمراض الصدرية، والسرطان. بينما وجه "حسن المعلون"، أحد المرضى المستشفى، رسالة إلى "المحافظ" و"مسئولي الصحة" قائلا: "ارحموا أبناءنا وارحموا مرضانا، سيسألكم الله عن ذلك، وكل من يتأذى بسبب هذه المحرقة ذنبه في رقبتكم". ويكشف "المعلون" أنه يتم حرق مخلفات المستشفى، والعيادات الخاصة، والمستشفيات الخاصة، من قطن، وشاش، وسرنجات، ومحاليل، وبقايا العمليات، وملابس، وكل ما هو مُلوث في المحرق. ويضيف: "الكارثة الكبرى هي تواجد أربعة مدارس، بالقرب من المحرقة، وهم، "على المغربى"، و"أبو بكر الصديق"، و"الصنايع بنات"، و"المجمع التعليمي"، نحن خائفون على أبنائنا". ويكشف "حسام على"، من سكان منطقة المستشفي، بُعد آخر للموضوع، وهو أن مدخنة المحرقة، لها طول قانوني نص عليه القانون، وهذه المقاييس والأطوال أُخذت إيام كان أقصى ارتفاع عمارة في محيط المستشفي ثلاثة أدوار فقط، وكانت المستشفي نفسها دور واحد، أما الآن فيحيط بالمستشفي مبانٍ أكثر من 10 أدوار، بالإضافة للمستشفي التي أصبحت نفسها خمسة أدوار، يعني أعلي من المدخنة نفسها. ويقول "على": إن المحرقة تتعامل بالوزن في الحصول على الأجر لحرق النفايات الطبية، مشيرًا إلى أن محافظ البحيرة السابق اللواء مصطفى هدهود أصدر قرار بغلق المحرقة بناء على محاضر مكتب البيئة، لكن الدكتور خالد صالح، مدير المستشفى، لم يمتثل لهذا القرار. وكان المحافظ السابق، قد زار المستشفى في مارس 2014، وأمر بوقف المحرقة، ونقل المخلفات، والنفايات الطبية إلى المدفن الصحى في مدينة بدر، لحين الانتهاء من إيجاد موقع بديل، وإنشاء محرقة مطابقة للمواصفات، والاشتراطات البيئية السليمة. ويلفت "على" إلى أن مدخنة المحرقة قريبة من الدورين الرابع والخامس، وهما العناية المراكزة وحضانات الأطفال. وقال طبيب بالمستشفى، رفض ذكر اسمه، إن ألسنة الأدخنة المتصاعدة من المحرقة؛ نتيجة حرق "سرنجات" الحقن البلاستيكية، ونفايات العمليات تضر بالصحة العامة، خصوصًا صحة الأطفال في المستشفى، والعناية المركزة، وفي المناطق المحيطة. ويوضح الطبيب، أن البلاستيك ونفايات العمليات المحملة بالدم، هي مادة مسرطنة على المدى الطويل، مضيفًا: "طالبنا مرارًا وزارة البيئة، والمحافظة، بنقل المحرقة خارج الكتلة السكنية، لكن دون جدوى، ولا دخل للمستشفى ببقائها، لأننا متضررين من هذا التلوث أيضًا". من جانبهم، ناشد أهالي رشيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة، بسرعة التدخل، وإنقاذ حياتهم، وأبنائهم من الموت بالأمراض السرطانية، الناتجة عن حرق النفايات الطبية في المحرقة.