مشاهد فيلم الأرض تعود من جديد إلى قرى محافظة الدقهلية في دلتا مصر، حيث يدمر العطش وندرة مياه الري في الترع والمصارف، أكثر من 3 'آلاف فدان من الأراضي الزراعية بعد أن بدأ نبات الأرز بالنمو فيها. قال وائل العربي، فلاح بمركز تمى الأمديد، إن قيادات الرى بالدقهلية على علم مسبق بحجم الكارثة ولم ينتبهوا لها، والكارثة لحقت بأكثر من 2500 فدان مزروعة بالأرز، بعد تقاعس مخزي من قيادات وزارة الري، على حد وصفه، أدى لحرث أغلب المزرعين أراضيهم. وأضاف العربي: "عجز الوزارة عن تنفيذ مشروع الري المطور، الذي يوفر آلاف الأمتار من المياه المهدرة، من أهم أسباب الكارثة، ولكن رغم قيمة هذا المشروع لم يتم تعميمه لتلاشي النقص الرهيب في المياه"، مؤكدًا أنه يجب على وزارة الزراعة إيجاد الشتلات البديلة التي لا تحتاج نسب مياه كثيرة. وذكر محمد عبد الجليل، أحد أهالي قرية منشية عبد الرحمن التابعة لمركز دكرنس، أن أكثر من 500 فدان بنهايات ترع المركز تعاني من العطش الشديد والجفاف الخانق، الذي ينذر بموتها وهلاكها، فمياه الري لا تصل إلى هذه الأراضي، مطالبًا بإزالة كافة العوائق الموجودة بالترع. "الأرض ماتت".. بهذه الكلمات بدأ مهاب سالم، فلاح بمركز السنبلاوين، حديثه ل"التحرير"، مشيرًا إلى أن كل الترع الفرعية الموجودة بمركز تمى الأمديد والسنبلاوين لا تصلها المياه، خاصة نهاية ترع المقاطعة والحجر والكموني، وأن أراضي قرى قرية ظفر والسمارة والميهي وأبو داوود والصفا، ومعظم قرى السنبلاوين أصبحت صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء. يقول رفعت عبد الرحمن، من أهالي تمى الأمديد: "الأرض عطشانة ونفسي دمي يكفي أروي الفدان اللي بزرعه، لكن للأسف الدم لن يكفيها، قمت بدق ماسورة 3 بوصة في الأرض لري الفدان بماكينة رفع صغيرة لعدم وجود مياه الري بالترعة، وأجلس بجوارها مدة لا تقل عن 7 ساعات لري فدان واحد، وأرسلنا شكاوى كثيرة لكن المسئولين لا يهتمون بالغلابة، ولو الأرز مات مش هنعرف نسدد الإيجار". من جانبه، أكد السيد حسن موسى، عضو مجلس النواب، أنه توصل مع وكيل وزارة الرى بالدقهلية، محمد سلام، الذي وجه بسرعة فتح المياه وضخها إلى الأراضي الزراعية في نهاية الترع، مع تطهير تلك الترع من كل العوائق المتواجدة بها على وجه السرعة، من أجل إنقاذ المحاصيل من الموت والهلاك.