كتب - أحمد مطاوع «فعل فاضح في استاد القاهرة».. «6،5،4،3،2،1.. وبس».. عناوين تصدرت صفحات الصحف المصرية فى 16 مايو 2002، بعد سداسية تاريخية سجلها النادى الأهلى تحت قيادة مدربه الداهية مانويل جوزيه فى ولايته الأولى، فى مرمى النادى الزمالك.. وها هو اليوم تحل الذكرى الثالثة عشرة على السداسية الأشهر فى تاريخ الكرة المصرية.. ولم يكن غريبا أن تصف "مانشيتات" الصحف هذا الأمر "بالفعل الفاضح"، فالزمالك الذى يعد ثانى أكبر وأعرق الأندية المصرية والعربية والأفريقية - بعد المارد الأحمر "نادى القرن الإفريقى"، وفقًا للأرقام والإحصائيات - خاصة وأنه يعد من الصعب للغاية أن تهتز أندية الفرق الكبرى أو تشهد الدربيات هذه النتيجة الكبيرة والفارق الواسع من الأهداف. الظروف التى سبقت المباراة وأحاطت بها، لم تكن تشير أبدًا بأنها ستخرج بهذه النتيجة التاريخية، والتى أصبحت وصمة عار تطارد الزمالك وتسبب الأسى للجماهير البيضاء كلما حلت مباراة قمة بين القطبين، أو كلما تقدم الفرسان البيض على الشياطين الحمر فى أى منافسة، وهذه النتيجة التاريخية أصبحت أيضًا نقطة تحول فى تاريخ ونتائج لقاءات الفريقين وكأنها النكسة اللعينة التى صارت تطارد الزمالك حتى الآن ولم يستطع التخلص منها. نستعرض لكم الأجواء التى سبقت المباراة والتى صاحبتها وتلتها، والتحول التاريخى فى لقاءات القمة منذ ذلك الحين.. «الأهلى يلاحق الإسماعيلي على القمة وضغوط على اللاعبين» المباراة كانت مصيرية للغاية للفريقين من أجل حسم لقب الدورى موسم 2001/2002، "لا بديل عن الفوز" وخصوصًا للزمالك، دخل الأبيض المباراة فى المركز الثالث برصيد 49 نقطة والفوز يعيده للمنافسة مجددًا، بينما كان الأهلى يحتل المركز الثانى برصيد 51 نقطة خلف الإسماعيلى المتصدر برصيد 53 نقطة، وسيواجه المارد الدراويش فى المباراة التالية والفوز فى المباراتين يعنى أن الدورى سيحتضن دولاب بطولات القلعة الحمراء المتضخم بالكؤوس والدوريات. «الزمالك "كعبه عالي" ونقص الخبرة يقلق الأهلاوية» العديد من العوامل السلبية كانت تمثل ضغوطا قوية على معنويات جماهير الأهلى، فالشياطين الحمر فشلوا فى تحقيق أى فوز على الأبيض على مدار 5 لقاءات متتالية منذ عام 1999 "فترة ولاية أوتوفيستر" وهذا عامل ضغط كبير على اللاعبين الذين كان يعتمد عليهم الساحر البرتغالى جوزيه، حيث كان أغلبهم من الشباب ويعانون من نقص الخبرة، بالإضافة إلى ثلاثى جديد يشارك لأول مرة فى مباريات القمة هم جيلبرتو، ورضا شحاتة، وأحمد بلال. «الأهلى يخطف الزمالك.. ومصر والعرب في ذهول» المباراة تبدأ مع التعليق الأفضل فى تاريخ مدحت شلبى .. "أوباااااااا جون".. فاجأ النادى الأهلى غريمه الزمالك بهدف مبكر فى الدقيقة 4 عن طريق رضا شحاتة "سنة أولى قمة"، وبعدها بدقائق يصعق إبراهيم سعيد شباك محمد عبدالمنصف فى الدقيقة 19، قبل أن يظهر خالد بيبو فى الكادر بهدف يعمق فيه جراح الزملكاوية ويزيد صدمتهم ويقضى على آمالهم فى العودة للمنافسة على لقب الدورى، بعدما أحرز الهدف الثالث فى الدقيقة 29، وقبل نهاية الشوط الأول يضيئ حسام حسن بصيصا من النور للأبيض ويسجل أول أهدافه فى الدقيقة 42، وينتهى الشوط الأول. الأجواء ما بين الشوطين تنوعت ما بين فرحة كبيرة تغمر الأهلاوية وسط ترقب وعدم اطمئنان خوفًا من فارق الخبرة لصالح الأبيض، بينما كانت حالة من الإحباط الشديد تسود جماهير الزمالك من هول الصدمة، مع التمسك بعامل الخبرة أيضًا والأمل الذى زرعه هدف حسام حسن، ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن وتقلب الساحرة الطاولة وتخالف كل التوقعات. يبدأ الشوط الثانى.. والأهلى يحافظ على نفس أسلوبه وسعيه للأهداف، وفى الدقيقة 64 يرتفع صوت مدحت شلبى بالتعليق الشهير "بيبو وبشير.. بيبو وبشير .. بيبوو والجووون". خالد بيبو يحرز الهدف الرابع للأهلى ويؤكد أنه على موعد تاريخى لم يكن هو نفسه يتوقعه، ففى الدقيقة 72 من اللقاء يحرز بيبو الهدف الخامس للأهلى و"الهاتريك" له، وفى الدقيقة 92 من عمر المباراة يدخل بيبو التاريخ من أوسع أبوابه بالفعل، ويختتم أهداف المباراة بهدفه السوبر هاتريك لينتهى اللقاء 6/1. «العقدة.. اللعنة ضربت الزمالك» عانى الزمالك منذ هذه القمة كثيرًا التى ولدت عقدة كبيرة مازالت مستمرة حتى الآن عجز بعدها الأبيض أمام المارد الأحمر العملاق، وحتى هذا الموسم وبرغم أن الزمالك بدل ثوبه وجلدته بفريق جديد لقبه الجمهور الأبيض ب"فريق الأحلام الجديد"، فمازالت العقدة مستمرة. وقبل عام من الآن لم يفز الزمالك على الأهلى منذ عام 2007، إلا أنه وما تغير جلده بفريق كامل جديد كسر هذه العقدة فى مباراة واحدة فقط، كانت فى الدور الثانى من الدوى فى الموسم الماضى، بعد خسارة مباراة الدور الأول والسوبر المحلى والذى خسره أيضا فى افتتاح الموسم الحالي قبل أن تظهر ملامح العقدة مجددا وتتأكد مع مباراة الدور الأول الأخيرة والتى فاز فيها الأهلى.