ضاقت الشوارع بالمتظاهرين فهتفوا أمس: الشعب يريد توسيع الميادين!! مصر كلها خرجت لتزيل الكابوس الجاثم على صدرها، ولتستخرج شهادة الوفاة لحكم الإخوان الذى سقط بالفعل وانتهى أمره. أقل التقديرات عند وسائل الرصد العالمية كانت تقول إن 17 مليون مصرى خرجوا ليقولوا لمرسى «ارحل»! ترتفع التقديرات عند مراقبين دوليين إلى 30 مليون مصرى. فى كل الأحوال كانت هذه أكبر مظاهرة شعبية فى تاريخ مصر، بل فى تاريخ البشرية كلها. سقط هذا النظام الفاشى وانتهى أمره. أمامه الآن فرصة للخروج السلمى نرجو أن لا يضيعها. اللجوء إلى العنف كما فعل فى الساعات الأخيرة لن يمد فى عمره. سيكون مرسى وجماعته مسؤولين عن كل نقطة دم تراق من مواطن مصرى، ولن يكون هناك تسامح فى هذا الشأن. توهُّم أنه من الممكن الالتفاف على إرادة الشعب لن يجدى شيئا. الشعب تعلم من دروس الأمس، والملايين لن تترك الميدان قبل أن تضع السلطة فى يد الثورة. وقبل أن تحدد خريطة الطريق للمرحلة القادمة، والجيش والشرطة سيحميان إرادة الشعب وهى تنهى هذا الحكم الفاشى إلى الأبد. المحاولة الساذجة لتشويه ثورة الشعب من جانب الإخوان ومندوبيها فى الرئاسة محكوم عليها بالفشل. العالم كله كشف أنهم كاذبون ومضللون. العالم كله يعرف أن الملايين التى ضاقت بها الشوارع والميادين ليسوا من الفلول أو البلطجية أو المتحرشين كما زعم المتنطعون فى الرئاسة والجماعة. وشعب مصر العظيم قدم نموذجا فى السلوك الحضارى ليكشف للعالم أن «الطرف الثالث المزعوم» الذى ارتكب من قبل جرائم القتل والتحرش والاغتصاب لم يكن إلا جزءا من العصابة التى اغتصبت السلطة وسرقت الثورة وتصورت أنها قادرة بالإرهاب على ردع الشعب. الآن.. نقول بصدق لمرسى وجماعته: لا تضيعوا فرصة الخروج السلمى، ولا تحاولوا اللعب بالنار لأن عقاب الشعب سيكون رهيبًا. تعرفون أنكم بلا شرعية، وتعرفون أن الحديث عن انقسام فى مصر لم يعد موجودا. مصر موحدة الآن كما لم تكن من قبل فى مواجهتهكم. الشعب والجيش والشرطة والقضاء والمثقفون والعمال والفلاحون جبهة واحدة. المسلمون والأقباط معا. نساء مصر مع رجالها. لم يعد أمامكم إلا الرحيل. لا تخطئوا الحساب، ولا تضيعوا فرصة الخروج السلمى التى لن تستمر طويلا!! ونحن أيضا لا ينبغى أن نضيع الوقت مع نظام سقط بالفعل. فلنبدأ على الفور فى إنهاء الوضع وإرساء أسس المرحلة القادمة. فلننقل السلطة على الفور إلى رئاسة الفترة الانتقالية، وليتم التنسيق مع قيادة الجيش والشرطة لضمان الأمن وتسليم السلطة فى الوزارات والمحافظات لمن يتم تكليفهم بالمسؤولية المؤقتة. لا نريد فراغًا فى السلطة، ولا نريد أن نترك فرصة للعبث بأمر البلاد والإضرار بالثورة، ولا نريد أن ننشغل بنظام سقط بالفعل، ورئيس فقد شرعيته منذ زمن. الشعب قال كلمته وفرض إرادته واستعاد ثورته. على بركة الله نمضى لنبنى مصر التى نحلم بها، ولنترك النظام الذى سقط وانتهى أمره، يختار طريقة الدفن بعد أن كتب الشعب له شهادة الوفاة. لا نريد أن نكرر الخطأ الذى ارتكبناه قبل عامين. لن ننشغل بالنظام السابق ورئيسه مرسى.. فليكن الغد هو ما يشغلنا بعد أن أزحنا الكابوس.