أعلن علماء الآثار الصينيون عن اكتشاف أقدم أحفور، وهو عبارة عن هيكل عظمي لأهم الفصائل المعروفة فى العالم بأسم "الرئيسيات"، زاعمين أن هذا الاكتشاف يوحي بأن "اسلاف الإنسان في وقت مبكر من التاريخ قد يكونون قرود ضئيلة وأصغر من الفئران. وقالت دراسة صادرة مؤخرا عن عدد من العلماء الصينيين إن الهيكل العظمي الكامل تقريبا، الذي تم اكتشافه في مقاطعة هوبي بوسط الصين في عام 2003، ينتمي إلى نوع جديد يسمى بأرشيسباس أخيلوس من القرود، وأنه عاش قبل 55 مليون عام خلال وقت مبكر من العصر الفجري، وذلك أقدم ب7 ملايين سنة عن أقدم الرئيسيات المعروفة سابقا، بما في ذلك داروينيوس من ميسيل في ألمانيا ونوثاركتاس من وايومنغ في الولاياتالمتحدةالأمريكية . وأضافت أن طول جسد هذه الرئيسيات الصغيرة بلغ نحو 71 مم ويقدر وزنها بين 20 و30 جراما، وتشير الدراسات ان الهيكل العظمي لها خلق ليعتمد على القفز المتكرر بأربعة أطراف ويمكنها الإمساك بغصون الاشجار ولها عيون صغيرة وأسنان مدببة كما انها صياد ماهر للحشرات في النهار فقط. من جانبه ، قال الدكتور ني شي جيون، الذي قاد فريق البحث وهو من معهد الحفريات الفقارية وانثروبولوجيا الحفريات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، ان هذا الرئيسي الصغير كان من أوائل أعضاء أسرة تارسير ولكنه قريب جدا من القرد الشبيه الإنسان، ما يشمل القرد والسعدان والبشر. وأضاف ني في، تصريحات لوسائل الاعلام الصينية الصادرة اليوم "السبت" أن هذا القرد كان على مقربة من جذر شجرة النشوء والتطور للرئيسيات، حيث بدأت تتباعد انساب التارسير والقرد الشبيه بالإنسان، وهو ما يفسر لماذا يحمل الحيوان الصفات من كلا التارسير والقرد الشبيه بالإنسان. وأوضح أن اكتشاف هذا الرئيسي الجديد قدم دلائل للبحث في الجذور التطورية للقرد الشبيه بالإنسان ووفر رسوما لحياة اسلاف الإنسان في الوقت المبكر من التاريخ. من جانبهم أشار العلماء الصينيون أنه تم اكتشاف الأحفور في قاع بحيرة قديمة بالقرب من مدينة جينتشو، بالقرب من مجري نهر اليانغتسي الحديث، وبالتعاون مع عدد من العلماء الدوليين يتقام الابحاث بمقارنة أكثر من 1000 خصيصة تشريحية ل157 ثدييا من اجل تحديد مكان الأحفور في شجرة عائلة الرئيسيات. ووصف الدكتور كريستوفر بيرد، عالم الحفريات في متحف كارنيجي للتاريخ الطبيعي في بيتسبرغ وهو أحد المشاركين بالدراسة الصينية للكشف الجديد، أن النوع الجديد بأنه مختلف جذريا عن أي رئيسيات أخرى معروفة للعلم، وقال إنه يبدو كأنه هجين غريب بقدمين لقرد صغير وذراعين وساقين وأسنان الرئيسيات البدائية للغاية"، على ما قال بيرد، مضيفا انه خلافا للآخرين في أسرة تارسير التي تتميز بعيون هائلة، كانت عيون الحيوان "صغيرة بشكل مثير للدهشة ". واستطرد الدكتور ني شي جيون إن معظم قرود التارسير التي تعيش في الوقت الراهن أو من الوقت القديم لديها عيون كبيرة بسبب أنها مخلوقات ليلية تعتمد أساسا على الرؤية في الظلام عند البحث عن الطعام، وتشير العيون الصغيرة للرئيسي الجديد إلى انه يجمع طعامه في النهار مثل القرد الشبيه بالإنسان . وأضاف ني أن "هناك قول مأثور ان القرد الشبيه بالإنسان سار من الظلمات إلى النور، ولكن دراستنا تقترح ان أقدم الرئيسيات كانت نشيطة في النهار .. موضحا أن الأحفور يأخذ إسمه من كلمة "أرشي" اليونانية، ما يعني بداية أو أول، وكلمة "سباس" اللاتينية، ما يعني قرد طويل الذيل كما أن أسم النوع الجديد للقرد جاء من أخيلوس، المحارب العرقوب اليوناني الأسطوري، من اجل تسليط الضوء على كعب المخلوق غير العادي. وقال ني مستطردا فى الشرح إن "اقدامه طويلة جدا، حتى أطول من الساقين السفليين له، ولكن كعبه قصير وواسع، ما يعد خصيصة تميزه عن القرد الشبيه بالانسان، وأنه عاش خلال فترة من التاريخ كانت الظروف الجوية فيها دفيئة جدا، حيث تغطي الغابات الاستوائية المطيرة معظم أجزاء العالم. وأشار المسئول الصيني تشريح قدميه انه كان بارعا في تسلق الاشجار والقفز، وأنه كان يمسك بغصون الاشجار بقدميه عندما يقوم بالقفز، لذلك يمكنه أن يستخدم يديه لأداء حركات أخرى، مثل افتراس حشرة" وأن ذلك قد يرسي اساسا بيولوجيا لمشي الرئيسيات الأعلى في وضع رأسي.