خصَّصت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، افتتاحية عددها الصادر اليوم الجمعة، للحديث عن الأوضاع في مصر، على خلفية ما تسميه "تزايد حالات القمع والانتهاكات الحقوقية"، حيث جاءت الافتتاحية بعنوان "دليل القمع في مصر". وقالت الصحيفة، حسب ما نشره موقعها الإلكتروني: "بالإضافة إلى قيادة نظام قمعي وتعسفي، يبدو أنَّ الرئيس عبد الفتاح السيسي أيضًا يدير نظامًا غير كفء على نحو متزايد"، مشيرةً إلى المذكرة التي أرسلتها وزارة الداخلية، يوم الثلاثاء الماضي، عن طريق الخطأ، وجاء بها خطة توجيهية سرية لوقف التغطية الصحفية المعارضة، بما في ذلك تعليمات بعدم الاعتراف بالأخطاء، كما اقترحت وقف جميع التغطية المتعلقة بتعذيب وقتل الطالب الإيطالي. وأضافت الصحيفة: "المذكرة المسربة، التي أوضحت الوزارة بأنها نتيجة خلل فني، تقدم الأدلة على النهج الوحشي والمدمر للحكومة تجاه حالة السخط التي تجتاح البلاد.. وتكثيف القمع السياسي قد رافقه أزمة تلو الأخرى، بما في ذلك الأزمة مع إيطاليا بشأن تعذيب وقتل طالب الدراسات العليا جوليو ريجيني، الذي يعتقد الإيطاليون أنَّه تمَّ على يد الأجهزة الأمنية المصرية". وتابعت: "السبب الأرجح لتأجيج موجة الغضب والاحتجاجات الأخيرة هو إعلان تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، ومع الأجواء السياسية المتأججة، فإنَّ هذا القرار أثار رد فعل غاضبًا من المصريين الذين يؤمنون بأنَّ الحكومة تعرض الأراضي المصرية مقابل الدولارات السعودية". وذكرت الصحيفة: "المظاهرات أدَّت إلى حملة اعتقالات واسعة ومواجهة مع الصحفيين، الذين احتشدوا مرة أخرى في القاهرة أمس الأول الأربعاء، للمطالبة بإقالة وزير الداخلية". وأنهت الصحيفة بالقول: "مع تخفي الحكومة إلى حد كبير من الرأي العام، فإنَّه ليس من الواضح ما إذا كان السيسي لديه السيطرة الكاملة على القمع السياسي والاختطاف والتعذيب وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان المنسوبة إلى الأجهزة الأمنية، فإنَّ الرئيس أوباما لا يخفي إحباطه من الحلفاء في الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية.. لقد حان الوقت بالنسبة له للتوضيح لحكام مصر أنَّ الولاياتالمتحدة لن تستمر في ضخ مساعدات عسكرية إلى نظام في حالة حرب مع شعبه".