عطوان: السعودية تحصل على الأراضي بقوة المال أو السلاح.. وأتمنى أن يكون حظ مصر أفضل من اليمن والإمارات وقطر كتب - أحمد مطاوع قال الكاتب الفلسطينى، عبد البارى عطوان، رئيس تحرير صحيفة "رأى اليوم" المهتمة بالشأن العربى، إن الأسرة الحاكمة فى السعودية، رغم مساحتها الشاسعة وسيطرتها على آلاف الجزر فى البحر الأحمر والخليج العربى، تسعى دائمًا للاحتفاظ بكل شبر أرض تحت سيادتها، وتسعى فى نفس الوقت تسعى لضم المزيد من أراضى وجزر ووحات فى دول الجوار، حتى لو كانت موضع نزاع، سواء "بقوة السلاح أو المال". وعلق عطوان، خلال مقال نشره أمس عبر موقع الصحيفة، على توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين الحكومتين المصرية والسعودية واعتبار جزيرتى جزيرتى تيران وصنافير فى مدخل خليج العقبة سعوديتان، بأن "القيادة السعودية تتحرك دائمًا في توقيت محسوب بعناية فائقة، وتقتنص الفرص الملائمة لها، لحسم القضايا الحدودية موضع الخلاف مع دول الجوار، سواء كانت خليجية أو يمنية أو مصرية"، موضحًا أن المقصود ب"الفرص الملائمة" هو "ضعف هذه الدول المعنية سياسيًا أو عسكريًا أو اقتصاديًا، وحاجتها الماسة للمال والدعم الاقتصادى، وتجنب الحروب، ووجود قيادات على رأسها يمكن الضغط عليها ومساومتها لتقديم التنازلات على صعيد الأراضي أو الجزر أو الواحات، بما يلبي مطالب وشروط الطرف السعودي". وضرب الكاتب الفلسطينى، مثالًا بالحصار الاقتصادى الذى فرضته السعودية على اليمن عقابًا على معارضة حكومتها العدوان الأمريكى على العراق عام 1991، وتوقيعها اتفاق الوحدة التاريخى بين الجنوب والشمال، حتى ضربتها أزمة اقتصادية طاحنة مصطنعة، ضعطت من خلالها السلطات السعودية على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بكل الطرق والوسائل لاجباره على ترسيم الحدود وفق تصوراتها، وحصلت على مدن وقرى على طول الحدود. وأضاف "أن الأخطر من ترسيم الحدود، وحصول السعودية على ما تريد من أرض، هو تنازل الرئيس اليمنى عن اتفاقية الطائف التي كانت تنص على (استئجار)، وليس امتلاك السعودية، لمدينتي جيزان ونجران، وأجزاء من أقليم عسير، لمدة 100 عام انتهت مدتها بعد عام 2000، وأصبحت المدينتان سعوديتان رسميًا، ولم يعد لليمن أى حق للمطالبة بهما، مقابل مساعدات مالية سعودية، واستيعاب حوالي مليون عامل يمنى"مشددًا أن السعودية حققت هدفها و"فازت بالأرض وترسيم الحدود، ولكنها لم تلتزم بالشق الاقتصادى من الاتفاق، إلا جزئيًا"، مشيرًا إلى أن الأمر "أحدث مرارة وشعور بالخذلان لدى اليمنيين ترجمته الحرب الحالية، وتمسك الحوثيين باسترجاع المدينتين وتوغلهما فى الاراضى السعودية أكثر من مرة". وأكد عطوان، أن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة، والحصول على حزيرتى تيران وصنافير، جاء بعد خطة محكمة وتوقيت محسوب، وبعد ضغوط نفسية عديدة على الجانب المصرى لدفعه للتنازل عن الجزيرتين المذكورتين آنفًا، شملت عرض مالى مليارى دولار سنويًا، وإقامة "جسر الملك سلمان" والحصول على استثمارات بحدود 20 مليار دولار، حيث استغلت الوضع الاقتصادى المنهار وأزماته التى تواجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأزمات عجز الموازنة والديون الخارجية والبطالة وتدهور سعر الجنيه، بخلاف التوتر الأمنى فى سيناء وخطر خسارة مصر حصتها فى نهر النيل بسبب سد النهضة الإثيوبى. واختتم عبد البارى عطوان، مقاله، الذى استعرض فيه العديد من الجوانب المتعلقة بخطة السعودية وسياستها فى فرض الأمر الواقع واستغلال كافة الفرص والأزمات التى تمر بها مصر، للوصول لهدفها، مشيدًا ب"الذكاء السعودى"، ومحذرًا من تلقى مصر "خدعة" مثل التى تلقتها اليمن، ودول عربية أخرى وقعت على مثل تلك الاتفاقيات مع الرياض فيما يخص النواحى والوعود الاقتصادية من الأخيرة، والأزمة السياسية التى يواجهها الرئيس السيسى وحكومته، مشيرًا إلى أن المصريين يعتبروا "الأرض" قضية مقدسة تعود جذورها لأكثر من 7 آلاف عامًا، عبر موقف سرده للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، لخص به حساسية هذه القضية لدى المصريين؛ بالتضرع إلى الله أن يكون حظ مصر أفضل كثيرًا من حظ الأشقاء اليمنيين، ومن قبلهم الإماراتيين "واحة البريمي وحقل الشيبة وشريط العديد"، والكويتيين "المنطقة المحايدة"، والبحرينيين "حقل السعفة" والقطريين "مخفر الخفوس".