تبدأ اليوم الزيارة الأولى لخادم الحرمين الشريفين، عاهل المملكة العربية السعودية، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى القاهرة والتي تسبق قمة التعاون الإسلامي المقرر عقدها في تركيا الأسبوع المقبل. وتتميز العلاقات المصرية السعودية بأسس وروابط قوية نظرًا للمكانة والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها البلدين على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. وحظت مصر بدعم قوي من دول الخليج وخاصة السعودية في أعقاب أحداث 30 يونيو 2013 والتي أطاحت بحكم محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. الدعم السعودى لمصر إبان ثورة ال25 من يناير قدمت السعودية مساعدات كبيرة لمصر منذ ثورة 25 يناير 2011، وقد بلغت المساعدات السعودية لمصر عقب ثورة يناير 3.75 مليار دولار، بدأت ب500 مليون دولار، خصصت لدعم الموازنة بالإضافة إلى مساعدات بترولية بقيمة 500 مليون دولار، وصلت إلى ألف طن، تمثلت في غاز البترول المسال، إضافة إلى تأمين احتياجات مصر من البنزين لسد احتياجات محطات الوقود والكهرباء في ذلك الوقت. و في يونيو 2012 قدمت السعودية لمصر 500 مليون دولار لشراء سندات وأذون خزانة مصرية، لتوفير السيولة الأجنبية اللازمة، أما في مايو 2012، قدمت المملكة وديعة بقيمة مليار دولار، لصالح البنك المركزي المصري، بخلاف مساهمة من الصندوق السعودي في البرنامج الإنمائي المصري، بنحو 1.45 مليار دولار. طفرة فى العلاقات المصرية السعودية بعد الإطاحة بحكم الإخوان بعد أحداث 30 يونيو، أعلن العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله، تقديم حزمة مساعدات بقيمة 5 مليارات دولار لدعم الاقتصاد المصري، تقسم إلى مليار دولار كمنحة نقدية، وملياري دولار منحة عينية، تتمثل في منتجات بترولية وغاز، إلى جانب ملياري دولار كوديعة لدى البنك المركزي دون مصاريف تمويلية، وحصلت مصر بالفعل على إجمالي الحزمة بالكامل. الاستثمارات السعودية في مصر تشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تفاعلًا ونموًا مستمرًا تضاعف عدة مرات منذ الثمانينات من القرن الماضي، وتحتل السعودية المرتبة الأولي بين الدول العربية المستثمرة في مصر، وبلغ حجم الاستثمارات السعودية في مصر نحو 6.1 مليار دولار في نهاية عام 2015 بما يعادل 11% من إجمالي الاستثمارات العربية والأجنبية. وارتفع التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة من 2013 إلى 2015، بنسبة 6.8% ليسجل 4.9 مليار دولار في نهاية العام الماضي. ووفقًا لبيانات الهيئة العامة للاستثمار، بلغت حجم الاستثمارات السعودية في مصر نحو 22٫7 مليار دولار بعدد شركات 3744 شركة في الفترة مابين 1970-1-1 حتى 2016-2-29، وتحتل الاستثمارات الصناعية المرتبة الأولى برأسمال 7٫6مليار دولار بعدد شركات 785شركات. فيما يحتل القطاع الإنشائي المرتبة الثانية بعدد شركات 629 شركة برأسمال 3٫7مليار، ويأتي الاستثمار السياحي في المرتبة الثالثة برأسمال 2٫8 مليون دولار بعدد شركات 295 شركة، بينما قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في ذيل القائمة بعدد شركات 308 شركة برأسمال 2٫7 مليار جنيه. وتحتل المرتبة السابعة والأخيرة الاستثمارات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برأسمال 68.18 بعدد شركات 266شركة، وذلك وفقًا للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة. وتأتي القاهرة في المرتبة الأولى من بين محافظات الجمهورية من حيث الاستثمارات السعودية البالغة 10٫7 مليار دولار بعدد شركات 1638 شركة، تليها الجيزة باستثمارات تقدر 4٫9 مليار دولار بعدد شركات 1220 شركة، ثم محافظة الشرقية في المرتبة الثالثة برأسمال 844٫4 مليون دولار بعدد 140شركة، وتحتل محافظات الصعيد المراتب الأخيرة من حيث الاستثمارات السعودية وعدد الشركات. 30 مليار دولار استثمارات سعودية جديدة في مصر تصاحب زيارة الملك "سلمان " سوف تشهد زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة توقيع العديد من الاتفاقيات من بينها تطوير مستشفى القصر العيني وتفعيل حزمة استثمارات بقيمة 30 مليارريال إلى جانب توفير تمويل ميسر لمشاريع تنمية شبه جزيرة سيناء بقيمة 1.5 مليار دولار، وذلك لإنشاء 9 تجمعات سكنية في سيناء بتكلفة 120 مليون دولار، وتنفيذ مشروع طريق محور التنمية بطول 90 كم بتكلفة 80 مليون دولار لخدمة التجمعات السكانية الجديدة بشرق قناة السويس وربطها بالدلتا غرب القناة، ومشروع لإنشاء 4 وصلات بطول 61 كم لربط محو التنمية في محافظة شمال سيناء بالطريق الساحلي والمحاذي لشاطئ البحر المتوسط بتكلفة 50 مليون دولار، وتنفيذ مشروع جامعة الملك سليمان بن عبدالعزيز بمدينة الطور بتكلفة 250 مليون دولار، وإنشاء محطة معالجة ثلاثية لمعالجة مياه الصرف المجمعة بتكلفة 210 ملايين دولار، فضلاً عن إنشاء 13 تجمعًا زراعيًا بسيناء بتكلفة 106 ملايين دولار. إضافة إلى اتفاقية لتوفير احتياجات مصر البترولية لمدة 5 سنوات بخلاف اتفاقيات أخرى خاصة بالتعليم. ويهتم الجانب السعودي بالاستثمار في مشاريع تنمية محور قناة السويس، ويأتي في مقدمتها تأسيس 3 مصانع لإنتاج الألواح الأسمنتية بشمال غرب خليج السويس على مساحة 250 ألف متر مربع، ومشروع لإنشاء مصنع لإنتاج خام الإيسترين ليتكامل مع مصنع البولي إيسترين. و تضم أيضًا إنشاء ميناء ومارينا اليخوت الدولية بمدينة شرم الشيخ، بجانب عدد من المشروعات في العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة ومشروع واحة أكتوبر بمدينة السادس من أكتوبر، إلى جانب مشروع الربط الكهربي المصري السعودي بتكلف تصل إلى 1.6 مليار دولار. كما يتم تأسيس 10 شركات سعودية جديدة في مصر برأسمال 4 مليارات دولار. وفي ديسمبر الماضي أمر الملك سلمان بن عبد العزيز بمساعدة مصر في تلبية احتياجاتها البترولية على مدى السنوات الخمس المقبلة وزيادة الاستثمارات السعودية لتصل إلى أكثر من 30 مليار ريال.