والدة الضحية: المجرم خنقها واغتصب جثتها ورماها في الزبالة الجدة: رأيت آثار الاعتداء الجنسى المتوحش على جسدها فى المشرحة بقايا أنفاسها ماتزال تتطاير في فراغ الشقة التي سكنتها الصدمة والحزن، وطيف وجهها يملؤ الأجواء مستدعيا نهايتها الماسآوية.. هنا كانت «رقى» الطفلة تلهو بلعبتها، وهناك كانت تلاعب شقيقتها، قبل أن يباغتها الموت فجأة فيطفأ الفرحة في عيونها الصغيرة، ولم تتخيل أمها أن ابنتها ذات السبع سنوات، ينتظرها مصير بشع في قسوته، أو أن يكتم ذئب ووحش بشري أنفاسها ويعتدي عليها لاشباع رغبته الحيوانية ولم يتركها سوى جثة تنعي طفلولتها. التحرير زارت مسرح الجريمة، ورصدت نظرات الغضب والحسرة في عيون الأهالي على مصير «رقى عماد»، بينما تبكي صديقاتها وينتظرن أمام السوبرماركت اذي شهد الجريمة لعلها تخرد إليهم مبتسمة. ا لأم: بعتها لقبرها بصوت مخنوق قالت والدة الطفلة الضحية، أنا قولت ل"رقى" :«إنزلى هاتى زبادى ليكى انتى واخواتك علشان تتعشى قبل ماتنامى وكان الكلام ده الساعة الرابعة عصراً». وأضافت الأم :«نزلت ابنتى إلى محل البقالة المتواجد فى بداية الشارع ولكن بمرور بعض الوقت دخل الشك قلبى وأخذ القلق يسيطر علي، وبعدها اتصلت بأقاربنا في المنطقة لمعرفة إذا كانت ذهبت لأحدهم، دون جدوى ونزلت للشارع وأخذت ابحث عنها عند الجيران».
واستكلمت الام المكلومة حديثها:« مع مرور الوقت انقبض قلبي الذي حدثني أن مكروها حدث ل «رقى» وذهبت للسوبر ماركت وقابلت «هيثم» و(تقصد القاتل)، وسألته عن «رقى» فأخبرنى بعدم مجيئها للمكان وهذا ماأثار اندهاشى لقرب المحل للمنزل، وبعدها بحثنا عنها طيلة الليل بالمنطقة ولم نجدها».
واختتمت الأم حديثها الممزوج بالدموع: «تانى يوم افتكرنا إن محل السوبر مركب كاميرات وبتفريغها كانت المفاجئة بالنسبة لنا وهى أن ابنتى ذهبت مع القاتل إلى المخزن بالرغم من تأكيده بعدم رؤيتها فى ذلك اليوم..وبعد كده الشرطة قبضت عليه ولقيت جثة بنتى جوا «شوال» فى الزبالة».. وهنا توقفت الأم عن الحديث نظراً لشدة تأثرها بالموقف.
اختطفت جدة الضحية أطراف الحديث مستكلمة، عرفنا أن الطفلة تم قتلها وبعدها تم الإعتداء عليها جنسياً لمدة قرابة الساعتين داخل المخزن وخاف القاتل من افتضاح أمره فقام بوضع الجثة داخل «جوال» وتم تغطيتها بعض الكراتين ووالقائها فى القمامة أمام المخزن. وأضافت الجدة أنه فى نفس الوقت جاءت الشرطة إلى المنطقة وأخذت تبحث في محيط المخزن وتفتش بدقة وذلك قبل اكتشاف مكان الجثة، وسط تأكد تام من رجال الأمن عن وجود الطفلة بهذا المكان، وكانت المفاجئة التى نزلت كالصعاقة علينا، هي وجود الجثة فى كوم «القمامة» التى تم تغطيتها لاخفائها. وهنا صرخت الجدة بشكل هيستيرى: «أنا الوحيدة اللى دخلت المشرحة علشان أغسل حفيدتى ولقيت جسمها أزرق جدا، وبعض آثار أظافر المتهم حول رقبتها، بالإضافة إلى أثار تعديه جنسياً عليها بالظهر، وقالت «حسبى الله ونعم الوكيل من كل ظالم أنا نفسى أشوفه علشان أكل قلبه مع أن ده مش كفاية». قال المتهم في اعترافاته: «أنا اسمى هيثم، وشغّال عامل فى محل سوبر ماركت بمنطقة أرض اللواء، ماليش علاقة بالبنت ولا بأفراد أسرتها، فى بعض الأوقات كانت بتيجى تشترى منى حلويات وزبادى، لكني ماعرفهاش شخصيا، وقبل الحادث كنت بانقل بضاعة من المخزن المجاور للمحل، ودخلت علي المحل، ساعتها قررت أن أغتصبها، ناديت عليها وسألتها عايزة إيه؟، قالت لى: عايزة زبادى يا عمو، أوهمتها أن الزبادى فى المخزن، وطلبت منها تدخل تجيب الكرتونة، دخلت وراءها وأغلقت الباب الحديد وبدأت أهجم عليها». وأضاف المتهم أن البنت حاولت الصراخ فوضعت يدي على فمها.. وتابع «علشان هى ضعيفة قدرت إنى أعتدى عليها، ولما نفذت اللى أنا عايزه، اكتشفت إنى ارتكبت مصيبة، وممكن أروح فى داهية لو سبتها، لأنها عارفة شكلى وهتقول لوالدها اللى حصل». واستكمل المتهم في اعترافاته بأنه قرر قتل الطفلة، فكتم أنفاسها، حتى ماتت بين يديه، ولم يدر ماذا يفعل حينها، فترك الجثة فى المخزن وذهب للمحل، وبعد نصف الساعة عاد للمخزن مرة أخرى، ووضع الجثة فى "جوال" ثم وضعه فى كرتونة كبيرة، وراقب الطريق للتأكد من خلوه من المارة ونقل الكرتونة للشارع فى مكان قريب من المخزن، ثم رجع للمحل كأن شيئًا لم يحدث، وفى اليوم التالى للجريمة فوجئ بضباط المباحث منتشرين فى الشارع، بعد أن أبلغ والدها القسم، وعرف أن الضباط عثروا على الجثة فى الكرتونة، وبعد حوالى ساعتين، فوجئ برجال المباحث يلقون القبض عليه، بتهمة قتلها.