صور| حي تغنى به النجوم.. «بحري» إسكندرية التاريخ والجدعنة والناس الحلوة

"من بحري وبنحبوه على الإمة بنستنوه"، كلمات تغنت بها النجمة الراحلة هدى سلطان في فيلم "رصيف نمرة خمسة"، ولكنها تبقى أيقونة وعلامة لسكان حي الجمرك، والمعروف باسم "بحري" بالإسكندرية.
الإسكندرية الشعبية بحق تتمثل في هذا الحي، الذي يعد من ضمن مناطق قليلة لا تزال تحافظ على اللهجة الإسكندرانية التي ظهرت في أغنية هدى سلطان، (الكلام باسم ضمير الجمع، وإطلاق كلمة "الإمة" بدلًا ل"ناصية الشارع").
ومن أبرز ما يميز الحي وجود قلعة قايتباي، ومسجد مرسي أبو العباس، وشاطئ رأس التين، وورش صناعة السفن والمراكب.
الشوارع في "بحري" ضيقة والحواري كثيرة والبيوت قديمة وبعضها متهالك، ويتكون البيت الواحد من أربعة طوابق، وهو من الأحياء القليلة التي يجلس فيها السكان بالشوارع وأمام منازلهم، كما يقوم بعضهم بشواء الأسماك أمامها، علاوة على أن أهالي بحري يتميزون بالبساطة، ويعرفون بعضهم، والعلاقات بينهم جيدة للغاية، ويحرصون على الجلوس أمام الشاطىء ليلًا.
وتعد "بحري" قلعة صناعة السفن وقوارب الصيد واليخوت بالإسكندرية، فهناك جزء من شاطئ رأس التين العام مخصص للورش التي يتم فيها رسم وإبداع ألوان على المراكب، كما أنها من المناطق المعروفة بانتشار الصيد، ولذا تجد فيها محال الأسماك المختلفة سواء في الشوارع الداخلية أو قرب الشاطئ، بجانب انتشار محال بيع مستلزمات صيد الأسماك للهواة والمحترفين.
ومن المهن التي يشتهر بها حي بحري الصيد وبيع الأسماك وصناعة الشباك والسفن، وهم من جعلوا لملابس الأهالي هناك شكلًا مميزًا، إذ تنتشر ملابس الصيادين (السروال السكندري) بكثافة، وعباءات النساء المزركشة.
وتعد حلقة السمك ميزة لحي "بحري"، إذ يكثر باعة وتجار السمك الطازج ويباع السمك فيها بالجملة، هذا فضلًا عن منطقة القلعة التي تزين حي بحري، إذ يتوافد على القلعة الأجانب والمصريين وتعد نزهة جميلة ومكانًا جاذبًا للمشاهد الرومانسية وعادة ما تُصور فيها الأفلام السينمائية.
مسجد المرسي أبو العباس واحد من أهم مساجد مصر علاوة على أنه من أبرز معالم الإسكندرية والذى يستأثر به حي بحري، وكان شائعًا أن يقسم السكندريون باسم صاحبه وجملتهم الشهيرة في القسم "والمرسي أبو العباس.. أو حياة سيدي المرسي أبو العباس"، والمسجد يضم الصوفيين بكثرة في المناسبات الدينية والموالد.
وبخلاف حلقة السمك والقلعة والمسجد، يضم حي بحري قصر رأس التين الذى يعد من أقدم القصور الموجودة في مصر ويطل على شاطئ البحر، وهو القصر الوحيد الذي شهد وعاصر قيام أسرة محمد على باشا فى مصر عام 1834.