«شهيد لقمة العيش» سافر منذ عامين قبل ولادة آخر بناته التي لم يرها الراحل عاش في حجرة.. وعمل في البناء بالأردن خيم الحزن على أسرة عبد النبي فيصل السيد 41 عامًا، ابن محافظة الفيوم، بعد نبأ مصرعه في حادث سير بالمملكة الأردنية الهاشمية مع 6 من زملائه من أبناء قرية شعلان. وقال عبد الدايم فيصل، شقيق المتوفى، إنّ أخاه سافر منذ عامين للبحث عن لقمة العيش في الأردن، وعمل بالبناء لتحسين وضعه المادي، مشيرا إلى أنه كان يعاني من الفقر ويسكن في غرفة واحدة ويضع باقي أثاث منزله في قطعة أرض دون سقف أمام غرفته ولم يتمكن من استكمال بنائها. ورصدت كاميرا "التحرير" غرفة "شهيد لقمة العيش" التي تكونت من دولاب به بعض الملابس وتليفزيون صغير، وأمام الغرفة "زير"، وحوض صغير وحمام بدائي، بالإضافة إلى أنّه كان يضع "النيش" ودولاب صغير أمام غرفته في قطعة أرض دون سقف وتمتلأ أرضها بمخلفات البناء، والتي كان يحلم بإتمام بنائها وعمل شقة صغيرة تأويه هو وزوجته وبناته. وأضاف عبد الدايم أنّ شقيقه أب لثلاثة بنات وهن ياسمين 9 سنوات، وبسملة 4 سنوات، وآخرهن بسمة عامين والتي لم يرها، موضحًا أنهم أرسلوا البنات إلى منزل جدهم والد أمهم في قرية مجاورة لأنهم لا يعلمون ماذا يقولون لهن وكيف يوضحون لهن وفاة والدهن. وأشار إلى أن أهالي المتوفين الذين كانوا برفقة شقيقه أخبروه بأنهم ذهبوا إلى المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، فأخبرهم بأنه سيرسل معهم سيارتين "ميكروباص" فقط لأسر المتوفين، لإحضار الجثامين من مطار القاهرة، برفقة سيارات الإسعاف التي ستحمل الجثامين. وأوضح عبد الدايم أنّ شقيقه لقي مصرعه أثناء استقلاله سيارة دوبل كابينة متجهًا إلى عمله في منطقة أم الجمال صباح أمس وخلال سيرهم اصطدمت سيارتهم بسيارة أخرى تحمل صخرتين كبيرتين من الرخام ما أسفر عن مصرع 7 أشخاص وإصابة 2 آخرين. وذكر أن شقيقهم الرابع كان يعمل مع أخيه أيضًا في الأردن ولكنه لم يخرج معهم في نفس اليوم، وأنه هو من أبلغهم بوفاة عبد النبي في الحادث، منوها أنه يتابع إجراءات نقل الجثمان تمهيدًا لدفنه في مقابر أسرتهم بشعلان.