تجربة زواج وطلاق مريرة، لم تكن كافية بالنسبة ل «ثريا .أ»، 33 عاما، فكانت على أعتاب تجربة ثانية لاتقل مآساوية عن نظيرتها الأولى، بعدما تعرفت على شاب بالصدفة في أحد المولات، وعدها بأن يتقي الله فيها لكنها تلقت صدمة عمرها لما أخبرتها حماتها أنها تنوي بيع جنينها الذي يكبر في أحشائها بمبلغ مليون جنيه لآخرين. فاقت الزوجة من صدمتها للتأكد من صحة ما قالته لها حماتها بموافقة ابنها الزوج وانها جادة في بيع طفلها الذي لم يولد بعد لأسرة ثرية، فهربت بليل وحررت محضرا بالواقعة وتوجهت لمحكمة الأسرة تطلب الخلع من زوج يبيع لحمه. تقول الزوجة التعيسة في معرض دعوى الخلع:«تزوجت من شاب تعرفت عليه صدفة بأحد المولات التجارية، وعدني أن يتقى الله ويعاملني معاملة حسنة، ويعوضني عن معاناتي مع زوجي الأول، غير أنه تجرد من إنسانيته وأراد بيع فلذي كبدي بالمال». وتابعت:«مرت 9 شهور فقط على زواجي الثاني، وأخبرني الطبيب بحملي، كدت وقتها أن أطير من فرحتي، فكم أنتظرت تلك اللحظة التي أرى فيها طفلتي بين يدي، أعوضها عن حنان الأم الذي حرمت منه بعد وفاة والدتي قبل أن أكمل عامي الثاني، وتمنحني هي سعادة تمنيتها لسنوات طويلة». تضيف ثريا:« ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فوجئت قبل ولادتي بشهرين تقريباً، بحماتي تحدثتي جالسة إلى جواري، «شدي حيلك بقى، اللى في بطنك ده رزقها واسع، في راجل ابن حلال هيدفع مليون جنيه ويأخدها يربيها أحسن تربيه»، شعرت وقتها وكأن حديثها مثل رصاصة أخترقت قلبي، أغشي علي، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا على سريري، وزوجي يجلس إلى جواري، أخبرته بكلام أمه، وكانت صدمتي الكبري، حينما حاول إقناعي بكلام والدته، وأن الفرصة تأتي مرة واحدة في الحياة، وأن هذا المبلغ يضمن لنا مستقبلنا، قائلاً، «احنا بصحتنا هنقدر نخلف تاني وتالت، والفلوس هتنفعنا وتنفع عيالنا». وتنهي حديثها :«سألت نفسي وقتها، كيف لي أن أعيش وسط هذا النوع من البشر، أب وأمه يبيعان لحمهما مقابل المال ؟! ورغم ذلك توسلت إلي زوجي أن يتزوج من آخرى، ويترك لي طفلتى تعوضني عن ظلم الدنيا لي، وحنان أمي الذى حرمت منه، لكن دون فائدة، طلبت الطلاق، ولم يعترض زوجي، لكن أكد لي أنه سيطلقني بعد الولادة، وبيع فلذة كبدي، هربت إلى منزل والدتي بالتبني الذي تربيت فيه، وحررت محضر بقسم شرطة قصر النيل، وقمت بتحريك دعوى خلع ضد زوجي، حفاظاً على طفلتي من جشع وطمع أبيها وأهلها».