كان حلمها أن تتخرج من الجامعة وتعمل كطبيبة، وتخصص يومين لعلاج الفقراء والمساكين، ولكن مع وفاة والدها اكتست الدنيا باللون الأسود، وازدادت إسودادًا عقب وفاة والدتها، التي كانت تمثل لها كل شئ بحياتها عقب وفاة والدها هي بالمرحلة الثانوية، وتركت الدراسة لأنها فاض بها الكيل، ولم تعد تتحمل تجريح زملائها لها، فدائمًا يصفوها ب''اللقيطة''، وقررت الزواج من أول شخص يتقدم لها، حتى تتخلص من حالة الحزن والأسى التي تعيشها منذ وفاة والديها. من أمام مكتب تسوية نزاعات الأسرة، تروي لنا فتاة لم تتجاوز ال 21عاما قصتها، تزوجت مرتين رغم صغر سنها، وفي كل زيجة تتمنى ان تجد فيها الخلاص والملاذ من الوحدة القاتلة، وبالفعل تزوجت من أحد جيرانها، وبدأ لسانه يردد كلمة يا''لقيطة'' لدرجة إنه إذا طلب منها شىء، كان يناديها بهذا اللفظ، ولم يقتصر الأمر داخل المنزل، بل أمام الناس بدون خجل أو حياء، فلم تتحمل ذلك، وطالبت الطلاق، وبالفعل تم الطلاق، بعد زواج استمر لشهر ونصف، وذلك بعد عدة محاولات للصلاح والتراضي بينهما لكنها باءت بالفشل. وتزوجت الفتاة للمرة الثانية من رجل أحست بأنه سيتقي الله فيها، بعدما أخفى على عائلته بأنها ليست عذراء أو بنت حرام؛ ليجنبنها معايرتهم لها، واعتبرت هذا كرم أخلاق منه، وبمرور 3 شهور على زواجهما، دب فى أحشائها جنين، الحلم الذي انتظرته طويلًا، وقبل ولادتها بشهرين، فوجأت بوالدة زوجها، تطالبها بإعطائها الطفلة بعد ولادتها لبيعها لرجل ثري لعدم قدرة زوجته على الإنجاب بمبلغ مليون جنيه، وفهرولت لزوجها تخبره بما طلبته منها والدته، منتظرة منه أن يتمسك بطفلهما الأول، ويعاتب والدته، لكن الصدمة كانت بأنه حذرها من رفض هذا العؤض، قائلاً:''انت غبية..الفرصة بتيجي مرة واحدة في الحياة..''. وكانت الصدمة الكبرى حال اكتشافها أن زوجها وحماتها، كانا قد اتفقا مع بعضهم البعض على أن يتزوج ابنها بها، وهي على علم كامل بظروفها، بعدما ظنت أنها لا تعلم شئ عنها، وأن زوجها أخفى على عائلته حقيقتها، فحاولت الزوجة أن تقنعهما بشتى الطرق، وأنها تريد طفلتها القادمة التى تمنيتها من الله، حتى تكون عوضًا عن والدتها التي حرمت منها ومن حنانها. وقررت الزوجة طلب الطلاق من زوجها، متمنية ان يتمسك بها، لكنه تمسك بها حتى تضع جنينها ومن ثم يطلقها عقب أن يأخذ الطفل، الأمر الذي اضطرها لترك مسكن الزوجية، وعادت للمنزل الذى تربيت فيه، وقامت بتحرير محضر بالواقعة، ووكلت محامي لرفع قضية خلع للاحتفاظ بابنتها التي هى أغلى عندها من كنوز الدنيا؛ لحمايتها من طمع وجشع والدها وجدتها.