المرشح الرئاسي الإيراني محمد باقر قاليباف، الذي قضى إحدى جولاته الانتخابية هذا الأسبوع في منطقة ريفية جنوب غرب مدينة خرم آباد، وعد أنصاره من الفقراء والأكثر ولاء للنظام الإسلامي أنه يمكن أن يكبح جماح التضخم وخلق فرص عم جديدة للشباب. في حديثه أمام حشد من عدة آلاف تباهى رئيس بلدية طهران بإنجازاته في العاصمة وكيف يمكن أن تترجم إلى فوائد لبقية البلاد. قال قاليباف (51 عاما) «بدأت أعمال البنية التحتية في طهران من المناطق الفقيرة ومن ثم توسعت إلى الأحياء الأخرى، وأعدكم، خاصة الشباب، أن هذا الوضع الاقتصادي غير اللائق، خاصة ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، سيتم تسويته في أقل من عامين». صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية قالت أنه على الرغم من أن الانتخابات قد صممت بالفعل لاستبعاد أي مرشح يمكن أن يهدد قبضة النظام على السلطة، إلا أنها سوف تتأثر بتصويت المناطق الريفية. وتتوقع الصحيفة أن يكون الاقبال ضعيف بين الطبقة الوسطى الحضرية حيث أن الكثيرون ينظرون للانتخابات على أنها سباق بين الموالين للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ولكن الناخبين في المناطق الريفية يعتبرون أن المشاركة بأصواتهم في الانتخابات واجب ديني. بالرغم من أن العديد من الناخبين في خرم آباد لم يقرروا بعد، إلا أن هناك شائعات تنتشر كما هو الحال في بقية البلاد أن سعيد جليلي، كبير المفاوضين النوويين، هو المرشح المفضل للمرشد الأعلى، وبالتالي فإن الرئيس القادم. الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن جليلي ليس فقط هو منافسه الوحيد، ولكن أيضا علي أكبر ولايتي، وزير الخارجية السابق ومستشار المرشد الأعلى، موضحة أن الناخبين من المدن الكبيرة من المحتمل أن يفضلون قاليباف بدلا من الاثنين الآخرين. لكن كبار الدبلوماسيين الغربيين في طهران يقولون أن المرشد الأعلى قد يكون حذرا من الطموحات السياسية للسيد قاليباف، خاصة بعد تجربته مع أحمدي نجاد، الذي حاول بناء قاعدة قوة مستقلة من خلال الرئاسة وذهب بقدر ما في تحدي للزعيم. الفايننشال تايمز ترى أن قاليباف يحاول تمييز نفسه عن جليلي، الذي يعمل من خلال منصة المقاومة ضد الدول الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو التحد الذي أدى إلى عقوبات دولية صارمة قد شلت الاقتصاد. وفي حين أن جليلي يعمل على تطوير قاعدة انتخابية بين المتشددين والثوريين، بما في ذلك قوات التعبئة الشعبية الباسيج، قاليباف استفاد من السخط الشعبي على الاقتصاد. يتمتع قاليباف بسمعة جيدة كرئيس للعاصمة، حيث كان له الفضل في توسع وسائل النقل العام وتحسين الأحياء ذات الدخل المنخفض. أوضح قاليباف «لم يكن هناك أي دعم سياسي أو قوة الاقتصادية ورائي»، في إشارة الى خلفيته الريفية الخاصة. ومع ذلك، يقول المحللون في حين أنه غير مدعوم بشكل علني من قبل أي السياسيين أو الجماعات، فإن كبار القادة في الحرس الثوري يساندونه بهدوء في ترشيحه. وهو ما يثير القلق بين معارضيه بأنه من الممكن أن يوسع النفوذ السياسي والاقتصادي للنخبة.