يومًا بعد يوم، يتأكد أصحاب التاكسي الأبيض أنهم ليسو على الطريق الصحيح بخسارة رصيد أعمالهم وزبائنهم الذين يتجهون إلى منافسيهم الأعلى أجرًا والأكثر التزامًا "حتى الآن"، شركات «أوبر وكريم ومؤخراً أسطى»، وهي الشركات التي تعمل من خلال تطبيقات على الهواتف المحمول لتوصيل الزبائن بديلا عن التاكسي الأبيض وفقاً لأجرة محددة سلفاً ومحسوبة بشكل دقيق ومتفق عليها بين الطرفين. اشتعال الأزمة خلال الأسابيع الماضية، دفع جهات من الدولة للسعي لايجاد حل وسط، يمنع الضرر عن سائقي التاكسي الأبيض وهم الفئة الأعلى صوتاً والأكثر تأثيراً حال قررو تعطيل الطرقات بسياراتهم مثلما يفعلون كل يومين في منطقة المهندسين أمام مسجد مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية. وفي مبادرة منها لايجاد حل يمنحها صفة الحماية القانونية، قامت شركة أوبر مصر الأمريكية الأصل بعقد اتفاق مع وزارة التضامن الاجتماعي أمس، أعلنت فيها أنها تعمل على المساهمة في تنمية الاقتصاد المصري، وذلك عبر توفير الموارد والتعليم والتدريب إلى قطاعات أوسع من المجتمع، بما في ذلك الشباب والمرأة، بهدف أن ينضم السائقون الشركاء إلى أوبر، ويصبحون من رواد الأعمال الناشئة. وبهذه المبادرة التي أطلقتها أوبر، تفتح الباب أمام سائقي التاكسي الأبيض للانضمام إلى منظومتها، والعمل وفقاً للتطبيق الجديد، الذي أقبل عليه آلاف المصريين خلال عام واحد، وقامو بنحو مليون عملية عبر هذا التطبيق خلال عام 2015. في بداية الأمر قال سائقو التاكسي إنهم متضررون من وجود شركات (أوبر وكريم و أسطى)، أنهم قدموا بشكاوى عدة لإدارات المرور بشأن هذه الشركات، ولم يتلقوا ردود رسمية، خاصة وأن تلك الشركات تعمل بشكل غير قانوني (من وجهة نظرهم)، وأنهم كسائقون للتاكسي يتحملون أشياء لا يتحملها سائقي السيارات الملاكي التابعة لأوبر مثل الفيش والتشبيه كل ٣ سنين، ودفع التأمينات والضرائب، والأقساط. ورفض سائقو التاكسي الأبيض وصفهم بشكل مهين في إعلانات شركات أوبر وكريم، والتي احتوت على رسائل مباشرة، على سبيل المثال "زمان ما كانش قدامنا غير اختيار واحد، ننزل نقف في الشارع نوقف تاكسي وأنت ونصيبك بقى، الكام سنة الأخيرة ابتدى يبقى فيه اختيارات تانية، وشركات أو برامج بتحاول تحل مشكلة التاكسي التقليدي اللي أصبح ركوبه أغلب الوقت كابوس سخيف، خاصة للبنات بسبب تحرش سواقين التاكسي وأسلوبهم في التعامل، ده غير العدادات المضروبة واللي مش شغالة أصلًا، وخناقات". شكاوى سائقو التاكسي والتي أصبحت متكررة وبمثابة صداع في رأس إدارة المرور، دفعت رجال المرور مجتهدين إلى معاونة السائقين في القبض على سائقي "أوبر وكريم" بشكل مهين، حتى أن تصرفات بعض ضباط المرور تنتهك خصوصية قائدي السيارات ومن يركبونها والتي تعد ملاكي وليس من حق ضباط الشرطة تفتيشها بدون إذن نيابي إلا في حالات خاصة منها الطواريء أو الكمائن الحدودية. وها هو اليوم يكرر سائقو التاكسي الأبيض وقفتهم أمام مسجد مصطفى محمود معطلين مرور السيارات في وقت الذروة لإلقاء الأضواء عليهم وأزمتهم التي لم تجد حلاً حتى اليوم في الوقت الذي تزداد فيه شعبية تطبيقات "أوبر وكريم وأسطى" على حساب التاكسي الأبيض.