منازل آيلة للسقوط ومنازل سقطت على رؤوس ساكنيها لتحدث بهم إصابات ووفيات دون تحرّك من قبل المسؤولين، سوى تعويضهم ببعض من الأموال على كل إنسان راح ضحية إهمال مسؤول يتقاضى راتبًا أضعاف ما دفع تعويضًا لأسرة فقدت أحد أبنائها. يعاني سكان منطقة "صف البقر" بمدينة القرنة غرب محافظة الأقصر من التهميش حيال الأضرار التي وقعت بهم، لوجود مساكنهم فوق مجموعة من المقابر شاسعة المساحة أ قحمتها المياه الجوفية وأصابتها أسقفها بالهبوط، ما أدى إلى ا نهيار بعض المنازل، وتهديد الباقي منها بالا نهيار في ظل عدم وجود حلول بديلة من قبل المسؤولين. "التحرير" انتقلت إلى مساكن الأهالي المتضررين، لتكشف معاناتهم من تحت سطح الأرض بداخل الأنفاق الفرعونية التي تهدد حياتهم بابتلاع مساكنهم، بعد اختلاط الطبقة العازلة بين السطح والمقابر بالمياه الجوفية وتآكلها. سكان المنطقة: ملكة فرعونية دفنت بها أبقار ذهبية يقول سكان المنطقة التي تزيد عن 50 منزلًا، إن إطلاق اسم "صف البقر" عليها، جاء بعدما روى لهم آبائهم وأجدادهم قصة ملكة فرعونية قامت بدفن مجموعة أبقار ذهبية تحت سطح الأرض - لم يرها أحد حتى الآن، لكن الدليل على وجودها أنها في مدينة القرنة التي تحتوي على سدس آثار العالم، وتلك الأنفاق التي ظهرت حديثًا وابتلعت بعض المنازل، إضافة إلى قيام أحد البعثات الأجنبيه بالحفر في المنطقة منذ 50 عامًا، ولم يتوصلوا أيضًا إلى المكان المحدد الذي دُفنت فيه الأبقار. منزل تبتلعه الأرض يصيب سيدة ويقتل زوجة ابنها تشير زينب أحمد إلى وفاة زوجة ابنها، إثر انهيار المنزل بالكامل قبل عامين، إضافة إلى إصابتها الشهر الماضي، عقب تعرّضها لوقوع إحدى حوائط المنزل عليها. تضيف زينب: "يوم وفاة زوجة ابني قوات الإنقاذ وصلت البيت وقعدت من المغرب وحتى الساعة الواحدة بالليل، لإخراجها وللأسف محدش سأل علينا بعد كدا، وكل فرش المنزل موجود تحت الأرض حاليًا لم نستطيع إخراجها.. للأمانة أخدنا 10 آلاف جنيه تعويض من الشؤون، منها 5 آلاف لدفنة زوجته والباقي قمنا ببناء المنزل من جديد، لكن بدأ بالتصدع مرة أخرى، لوجود أبواب الحجر تحته إلى أن وقعت فوقي إحدى حوائطه". تابعت زينب: "إحنا غلابة وولادي معندهمش شغل علشان نشوف مكان تاني كل اللي عايزينه نطلع من المنطقة دي ويدونا مساكن تانية آمنة". المياه الجوفية تسببت في انهيار الطبقة العازلة بين الأنفاق والمساكن تابع سيد إبراهيم، أحد السكان الكبار في السن: "إحنا من زمان ساكنين هنا فوق أبواب حجر ومكانش فيه حمامات، لكن حاليًا مع وجودها أصبحت هذه الأنفاق تتفح ونقوم بردمها بالتراب كل عام وللأسف بتتفتح تاني، فيما تشير زوجته إلى أنهما تركا المنزل وقاما باستئجار آخر جديد خارج المنطقة، لكن عادا مجددًا لعدم مقدرتهم على دفع الإيجار وإعادة ترميمه". الأنفاق 6 أمتار تحت الأرض ومن داخل إحدى الأنفاق تحت سطح الأرض بنحو 6 أمتار، استطاعت "التحرير" اختراقها عن طريق فجوة فتحت في دورة المياة الخاصة بالعم "إبراهيم"، الذي تحدث قائلًا: "مساحة منزلي قراطين وكل اللي تحته فاضي والأنفاق كلها مفتوحة على بعض لمساحات كبيرة وبيتي وقع ومفيش مقدرة على ردم الأنفاق دي". تابع العزب طايع: "بيت عم سيد أسرة مكونة من 7 أفراد ولما وقع بكل اللي فيه محدش إداهم تعويض وحاليا معندهمش قوة يردموا الأنفاق دي.. إحنا مشينا فيها مجبناش ليها آخر واللي مكدبنا ييجي يشوف بنفسه.. إحنا مش عارفين نروح فين بعيالنا كل شوية البيوت بتقع، ورحولنا للمسؤولين كتير مفيش عندهم غير هنطلعلكم قرارات إزالة، إحنا عايزين بديل أي أرض أو مساكن غيثونا، جيرانا وقعت عليهم البيوت وفيه ناس ماتت ومحدش عوضهم عن أي شيء والمحافظ بيقول هعوضكم ومفيش أي حاجة بتتنفذ". "مفيش فايدة".. حتى المسلح انهار واستطردت سهير حسان: "قمنا ببناء منزلنا بالمسلّح لما عليه من تصدعات وقمنا بردم ما توصلنا إليه من أنفاق تحت الأرض، لكن حتى المسلح هبطت أرضياته ثانية وتصدعت حوائطه، ومفيش فلوس معانا تاني إحنا بالكاد عرفنا نبنيه المرة الأولى.. مفيش فايده".