الرحلة الأولى.. «أوبر» - الشركة تضع معايير لاختيار السيارات والسائقين العاملين معها - «أوبر» تجرى فحصا لمتانة السيارة وجودتها.. وتستبعد «الفيرنا» و«اللانوس» - الشركة تشترط «الفيش والتشبيه» وتحليل المخدرات للسائقين.. ومحاضرات فن التعامل مع الزبون - قائمة الممنوعات: الحديث مع الزبون.. الأكل والشرب.. التدخين.. الأغانى - الشركة تتيح للعميل «تقييم السائق» وتؤثر على المكافآت الرحلة الثانية.. «الأبيض» - الأغانى تصاحبنا طول الطريق.. وعم سامى يتهم «أوبر» بأنها غير قانونية و«فلوسهم بتروح أمريكا» - السائق يتهم الزبون بأنه السبب فى تلاعب السائقين بالعداد.. و«كل واحد عارف مشواره بكام» - الزبون لو اضايق مايكملش.. وفى ناس عندها ضمير وناس لأ.. وقسم الشرطة موجود دعاوى احتجاجية نظمها سائقو التاكسى الأبيض، بدأت بوقفة فى ميدان مصطفى محمود، تلاها مؤتمر بنقابة الصحفيين، للاعتراض على انتشار السيارات الملاكى، التى تعمل كتاكسى، وهى تابعة لشركات التوصيل «أوبر» أو «كريم». «أوبر» تعمل فى القاهرة والإسكندرية منذ نوفمبر 2014، لكن ما أدى إلى حدوث أزمة منافسة مع سائقى التاكسى الأبيض، هو قرار الشركة بالدفع بطريقة «الكاش» إلى جانب السحب من الحساب البنكى، حسب رغبة العميل.. «التحرير» قامت بإجراء رحلتين مع سيارة «أوبر» والتاكسى الأبيض، لوصف الوضع فى كلا الحالتين. الرحلة الأولى: «أوبر».. المهندسين باستخدام «تطبيق أوبر»، الذى يتم تحميله على الهاتف الذكى، كان مكان الالتقاء المحدد هو شارع سوريا بالمهندسين، وبمجرد إرسال الطلب، ظهر قبول السائق المتواجد فى أقرب نقطة للهدف، وقام بالتواصل معنا عبر رقم الهاتف الظاهر له على التطبيق، وفى خلال 10 دقائق وصل «هشام الجندى» أمام مقر الجريدة، وبدأت الرحلة فى اتجاه ميدان التحرير بعد ضغطة زر البدء. سيارة سوداء ذات ماركة عالية، هى سيارة هشام، التى يعلق بداخلها هاتفه أمامه، وعليه التطبيق الخاص بالشركة، الذى يجعله على وضع «online» ليوضح خريطة الطريق، ومناطق الازدحام، والسيارات القريبة التابعة للشركة من حوله، وزمن الوصول والتكلفة بناءً على المسافة، والتى يمكن زيادتها من واحد إلى خمسة جنيهات بسبب الازدحام. معايير الاختيار هناك شروط يجب أن تتوافر فى السائقين العاملين مع الشركة وسياراتهم، وكذلك معايير عليهم تطبيقها حال اختيارهم، وهو ما يشرحه هشام، ويقول: «يجرى فحص لكل سيارة قبل استخدامها للتأكد من متناتها وجودتها، والسيارات البيضاء ممنوعة لأنها تشبه التاكسى، كذلك أنواع الفيرنا واللانوس، والشروط التى تختص بالسائق هو عدم وجود قضايا عليه، وذلك بتقديم الفيش والتشبيه الخاص به، وإثبات الشخصية، وإجراءه تحليل المخدرات، إضافة إلى حصوله على محاضرات الشركة كاملة لتعليم كيفية التعامل مع الزبائن».
أما فيما يخص المعايير والقواعد التى يطبقونها بعد اختيارهم، يكمل هشام حديثه: «نستقبل الزبون بابتسامة وبطريقة لائقة، لا نتحدث إلا إذا هو بدأ الكلام، ممنوع تناول الطعام والشراب والتدخين وتشغيل الأغانى إلا بعد استئذان الراكب، إلى جانب الحفاظ على نظافة السيارة ورائحتها». التقييم والمكافآت يتيح تطبيق «أوبر» تقييم العميل للسائق بدرجات تبدأ من 1 حتى 5، مع إمكانية إرسال التعليقات، كذلك تقييم السائق للعميل بعد انتهاء الرحلة: «التقييمات بالنسبة لى تؤثر على المكافآت من الشركة، أما بالنسبة للعميل ففى حالة تقييمى له سلبًا، تمنعه من استخدام التطبيق». يعمل هشام فى الأساس مديرًا لشركة نقل، لكن ما يدفعه للعمل مع «أوبر» هو رغبته فى استغلال وقت فراغه، وزيادة دخله خاصة بعد زواجه منذ فترة قصيرة، وما يساعده على ذلك هو أن الشركة لا تلزمه بأوقات عمل محددة، فقط عليه الالتزام باستقبال طلبات التوصيل فى أثناء تفعيل التطبيق على هاتفه: «التعامل يكون مع شركة اللموزين التى تعمل مع أوبر، وهى التى أصدرت لنا أوراقًا قانونية تتيح استخدام السيارة لنقل الزبائن، وتأخذ الشركة 20% من الربح، لكن من الساعة 7 إلى 10 صباحًا الساعة الواحدة أثناء تفعيل التطبيق لا بد أن أحصل فيها على 40 جنيهًا، ومن 1 ظهرا إلى 9 مساءً الساعة الواحدة ب35 جنيهًا، بمعنى إذا كانت الساعة ربحها أقل من ذلك تدفعهم الشركة لى». انتهت الرحلة مع هشام، الذى يرى أنه فى «تجربة يومية ممتعة مع شخصيات مختلفة»، وبلغت التكلفة 25 جنيهًا بحساب الكيلومتر ب130 قرشًا، مع إضافة 3 جنيهات فى البداية، وقرر هشام أن يستريح بعدها فخرج من الخدمة لعدم إرسال طلبات جديدة له بضغطه لرز «offline». الرحلة الثانية: «الأبيض».. المهندسين أيضًا على الجانب الآخر، وفى اليوم التالى بدأت رحلة جديدة مع عم سامى، سائق التاكسى الأبيض، من المكان نفسه، وكان صوت الأغانى والراديو مصاحب لنا طوال الطريق، وأبدى عم سامى غضبه من انتشار سيارات الملاكى التابعة لشركات توصيل «أوبر» و«كريم» حتى قبل سؤاله: «البلد بقت سداح مداح، توك توك شوية وملاكى شوية». غير قانونى وفى منتصف الطريق إلى ميت عقبة بجوار نادى الزمالك، تحدث عم سامى عما يثير غضبه هذه الأيام، حسب وصفه، ويقول: «العربيات الملاكى دول بيشتغلوا غير قانونى، والدولة سيباهم يقطعوا على رزقنا وفلوسهم بتروح أمريكا». وعما يدفع الزبون إلى شركات التوصيل، يستكمل عم سامى، الذى يعمل فى المهنة منذ 8 سنوات: «عشان الناس بتستسهل فى المشاوير الطويلة، وإحنا الكيلومتر ب140 قرش مش 130». الزبون السبب «العيب فى الزبون».. كلمة كررها عم سامى عند سؤاله على مضايقات الزبائن من بعض سائقى التاكسى الأبيض، وليرد بها أيضًا على تلاعب سائقى التاكسى فى العداد أو توقيفه والتفاوض على الأجرة: «الزبون لو اضايق مايكملش طريقه مع السواق، وبالنسبة للعداد هو عارف مشواره بكام، أو بيقدرها، ولو لاقاه أكتر من السعر المناسب ممكن يروح القسم، لكن السواقين عادى إنك تلاقى فيهم حد عنده ضمير وحد لأ». وانتهت الرحلة مع «عم سامى» بعد حوالى 15 دقيقة، وبلغت تكلفتها 12 جنيهًا.