الصحيفة البريطانية: مصر بحاجة إلى غضب شعبي كبير بشأن انتهاكات حقوق الإنسان خصصت صحيفة "الجارديان" البريطانية، افتتاحية عددها الصادر اليوم الجمعة، للحديث عن واقعة مقتل الشاب الإيطالي "جوليو ريجيني" في القاهرة، والتي أثارت جدلًا دوليًا واسعًا، بسبب المخاوف من احتمال أن تكون قوات الأمن المسؤولة عن قتله، خاصة بعد اكتشاف علامات تعذيب على جثته. الصحيفة البريطانية، ذكرت أ ن "ريجيني" الذي كان يعد بحثًا دراسيًا عن الحركات العمالية والنقابية في مصر، خرج من منزله يوم 25 يناير، وهو الذكرى الخامسة للثورة، وظل مختفيًا حتى تم العثور على جثته في 3 فبراير الحالي ، وظهرت عليها علامات تعذيب مختلفة، مثل الحرق وكسور العظام وخلع الأظافر. تابعت الصحيفة: "ونفت السلطات المصرية أي تدخل، وادّعت أنها ستتعاون مع فريق من المحققين الإيطاليين لكشف ملابسات الجريمة، لكن وفاة ريجيني أثارت موجة من الاحتجاجات في إيطاليا وأماكن أخرى، ويخشى كثيرون من أن المسؤولين عن القتل لن يتم تحديدهم وتقديمهم للعدالة". مطالب دولية بإجراء تحقيق مستقل ومحايد في جميع حالات الاختفاء القسري وأشارت "الجارديان" إلى العريضة الدولية التي أطلقها أساتذة جامعة "كامبريدج" وجمعت آلاف التوقيعات بين الأكاديميين في جميع أنحاء العالم، والتي طالبت الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالسماح بإجراء تحقيق مستقل ومحايد في جميع حالات الاختفاء القسري، وحالات التعذيب والوفيات داخل أماكن الاحتجاز في الأشهر الأخيرة بمصر. علّقت الصحيفة بالقول: "هذا الزخم أمر جيد، ليس فقط من أجل كشف الحقيقة وراء ظروف وفاة ريجيني، لكن لأن هذه الحالة المأساوية سلّطت الضوء على أهمية الحاجة إلى غضب شعبي كبير، وكذلك العمل الدبلوماسي الأوروبي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان تحت نظام استبدادي جديد في مصر". آثار التعذيب على جسد "ريجيني" تذكرنا بالطرق المستخدمة في السجون المصرية "الجارديان" قالت أيضًا، إنه في يوم اختفاء ريجيني، كانت قوات الأمن المصرية تنفذ حملة شديدة لمنع أي احتجاجات في الذكرى السنوية لثورة 25 يناير، موضحة أنه ليس هناك حتى الآن أي دليل واضح على أن الشاب الإيطالي وقع ضحية لهذه التدابير، أو أنه ألقي القبض عليه أو احتجازه، لكن آثار التعذيب التي وجدت على جسده تذكر بالطرق المستخدمة في السجون المصرية، مشيرة إلى أنه كان معارضًا للسياسات القمعية لنظام السيسي، على حد قولها. الصحيفة ذكرت، أن أصدقاء الشاب الإيطالي يتهمون وزارة الداخلية، خاصة "جهاز الأمن الوطني"، الذي يتمتع بسمعة سيئة للأعمال الوحشية ضد المعتقلين. أول ضحايا تراجع مصر مرة أخرى إلى الديكتاتورية "المصريون أنفسهم" أكدت الصحيفة، أن مصير الطالب الإيطالي، رغم أنه مأساوي وصادم "لا ينبغي أن يعمي أي شخص عن حقيقة أن أول ضحايا تراجع مصر مرة أخرى إلى الديكتاتورية منذ تولي السيسي السلطة عام 2013، هم المصريون أنفسهم، خاصة من يجرؤ على التعبير عن أي شكل من أشكال المعارضة السياسية". وأشارت "الجارديان" إلى أنه منذ بداية سعي الحكومات الغربية إلى تعاون مصر في مجال مكافحة الإرهاب، اختارت معظمها التزام الصمت حول العنف والقمع في البلاد، مستدركة: "وهذا خطأ مرعب.. فإن دوامة مصر الحالية من سوء المعاملة والاستبداد ستؤدي في نهاية المطاف إلى تغذية الإرهاب، بدلًا من دحره". أنهت الصحيفة افتتاحيتها، بالقول "ريجيني كان متحمسًا للثقافة والتاريخ العربي، وكان مؤيدًا للتطلعات الديمقراطية لعام 2011 التي بالتأكيد لم تذهب بعيدًا، سيتم إقامة جنازته في إيطاليا يوم الجمعة، ويجب ألّا يدخر جهد من أجل إظهار حقيقة وفاته، وجميع حالات الاختفاء القسري في مصر".