تكرار تلوث مياه الشرب وتغير لونها إلى الأسود ورائحتها الكريهة داخل محافظة المنيا، دفع الأهالي إلى توجيه اتهامات صريحة إلى مسؤلي مياه الشرب، بسبب ما وصفوه بالإهمال الذي يضرب محطات الترشيح الذي يتسبب في تلوث المياه. "التحرير" حاولت التعرف على الأسباب التي تؤدي إلى تلوث مياه الشرب، ونجح مراسلها في دخول إحدى محطات الشرب رغم التعليمات المشددة بعدم دخول غير العاملين بها، الذى استطاع رصد رصد كمية التلوث التي تضرب المحطة نفسها، وتغير لون المياه واختلاطها بور النيل داخل أحواض الترشيح قبل دخولها على مرحلة إضافة الشبة والكلور. المحطة التي استطعنا اقتحامها، والتي لن نفصح عن اسمها خوفًا على أحد العاملين الذى سمح لنا الدخول، تعاني من إهمال شديد من تلوث بالأحواض الثلاثة التي تستقبل المياه التي تقوم مواتير سحب المياه بسحبها، وتردد بعض الحيوانات والطيور عليهاوقيامهم بالشرب منها، بالإضافة إلى انتشار ورد النيل بها. ورصد مراسل "التحرير" أيضًا قيام بعض عمال المحطة بعمل المهندسيين والكيميائيين بسبب تغيبهم الكامل عن العمل، وعدم التواجد بالمحطة سوى أيام قليلة كل شهر. وشرح أحد عمال المحطة لمراسلنا كيفية العمل وكأنه مهندس متمكن، بداية من استقبال المياه في الأحواض وإضافة نسب من الشبة والكلور عليها بطريقة عشوائية حتى وصولها إلى أحواض الضخ، الأمر الذي يؤدي إلى تلوث مياه الشرب وتغير لونها ورائحتها. "مافيش مهندسين بييجوا وكتر الشبة مفيد للصحة"، هكذا أكد أحمد عمال المحطة الذى بوضع كميات كبيرة من الشبة على المياه دون علم المقدار اللازم لذلك، موضحًا أنه في حالة زيادة مقدار الشبة فإنها لن تضر بل ستفيد، على حد قوله. وأوضح أحد المصادر داخل شركة المنيا لمياه الشرب والصرف الصحي، أن الإهمال يضرب غالبية محطات ترشيح المياه بقرى المحافظة، بسبب عدم الرقابة على المهندسيين والكيميائيين، والاستعانة بأهالي القرى للعمل كعمال بها، مما يدفع المهندسين إلى عدم التواجد باستمرار واعتمادهم على الحضور الدائم للعمال. يذكر أن المنيا بها 198 محطة ترشح مياه ، منها 28 محطة مرشحة ، 16 محطة رمل شاطئ ، و 36 نقالي ونقالي متطور، و10 محطات حديد ومنجنيز و108 محطات ارتوازية. وتعد من أكبر المحطات بالمنيا محطة بني أحمد وطاقتها الاستعابية 1200 لتر لكل ثانية ، وتم الانتهاء منها ودخولها الخدمة عام 2010 بتكلفة 450 مليون جنيه، وتغذي قرى غرب مركز المنيا، ومنها بني أحمد الغربية، وبني أحمد الشرقية، وتلة، وصفط الخمار، وغيرها من قرى وعزب غرب المركز. ومن أهم المحطات بها أيضًا محطة كدوان وطاقتها الاستيعابية 800 لتر لكل ثانية، وتم الانتهاء منها ودخولها الخدمة عام 1993، وتغذي مدينة المنيا كاملة، ثم تأتي محطة مركز ديرمواس وتم الانتهاء منها ودخولها الخدمة شهر أبريل الماضي، وتغذي مدينة ومركز دير مواس كاملًا. وأوضح المهندس إبراهيم خالد رئيس مجلس إدارة شركة المنيا لمياه الشرب والصرف الصحي أن تكلفة الصيانة بالمحطات حسب نوع العطل، مضيفًا أنه في أغلب الحالات لا يصل الأمر لتكلفة كبيرة، خاصة أن الشركة بها فريق صيانة إلا أنه فى حالة كسر الماسورة الرئيسية فإن التكلفة وقتها تقدر بنحو 50 ألف جنيه.