تشهد محافظة أسوان حاليًا معاناة حقيقية بسبب الانقاع المستمر لمياه الشرب وخاصة في المناطق المرتفعة داخل مدن المحافظة والمناطق الجبلية والتي من أشهرها مناطق الناصرية وخور عواضة وأبو الريش بمركز أسوان والصعايدة والرمادي بإدفو ومنطقة البيارة بكوم أمبو ووادي النقري بنصر النوبة. ورصدت "التحرير" الأسباب الحقيقية والتي تسببت في معاناة الأهالي ويأتي في مقدمة هذه الأسباب توقف مشروعات الإحلال والتجديد لعدد من محطات المياه أو لعدم وجود ميزانيات للبدء في طرح المشروعات، التي دعا محافظ أسوان إلى عرض هذه المشروعات على مجلس الوزراء ووزراء الإسكان والأوقاف لإنهاء المعاناة المستمرة للأهالي.
ويأتي في مقدمة المشروعات التي تحتاج إلى أحلال وتجديد وأعمال توسعات محطة جبل شيشة جنوب مدينة أسوان والتي تعتبر من أحدث محطات مياه الشرب التي أفتتحت فى عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2008، حيث تقع على مساحة 13 فدان بطاقة إنتاجية تصل إلى 800 لترا / ثانية، في حين وصلت تكلفة إنشاء المرحلة الأولى منها إلى 120 مليون جنيه، فيما لم تستكمل حتى الآن المرحلة الثانية للمحطة لرفع طاقتها الإنتاجية من 800 لتر / ثانية إلي 1600 لتر / ثانية، أي ما يوازى مضاعفة قدرة المحطة من 68 الف م3/ساعة إلى 136 ألف م3/ساعة لتغطية احتياجات مياه الشرب لمدينة ومركز أسوان حتى قرى أبو الريش والأعقاب.
أهالي مدينة أسوان وخاصة المناطق المرتفعة عانوا أشد المعاناة بسبب عدم أستكمال المشروع، نظرا لضعف وانقطاع المياه عنهم لفترات زمنية متباعدة وخاصة أهالي مناطق الصداقة والمحمودية وخور عواضة والناصرية والحكروب والأعقاب وأبو الريش شمال مركز أسوان. والتقطت "التحرير" مع سكان مناطق أبو الريش شمال أسوان الذين أكدوا أنه على سبيل المثال توجد منطقة بالقرية تسمى قرية (الملقطة) تعاني من انقطاع المياه لمدة تصل إلى 3 أشهر، وسط استغاثات للأهالي وتجاهل المسئولين، الذين اعتبروا أن الأمر أزمة وقتية.
ومن محطة جبل شيشة، إلى محطة مياه البيارة بمنطقة كوم امبو وسط المحافظة التي يعانى فيها الأهالي أيضا من ضعف المياه بشكل مستمر طوال ال17 عامًا الماضية، وأكد الأهالى أن المحطة المتواجدة بالمنطقة التي تقام على مساحة 300 مترًا مربعا وبطاقة إنتاجية تصل إلى 350 مترا مكعبا / يوم، هي السبب في المشكلة بسبب ضعف مواتير وخزان المياه بها.