تحل اليوم الذكرى الرابعة، ل "مجزرة بورسعيد"، تلك المآساة التي عاشها أعضاء الأولتراس، التي تتراوح أعمارهم بين 12 و30 عامًا. لم يكن يعلم أفراد الأولتراس أن رحلتهم إلى بورسعيد، ستكون هي الآخيرة لهم، لم يعلموا أيضًا أن هتافهم "يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد"، كان سيطبق بحذافيره. وزاد من ألم المأساة، تلك التصريحات التي خرجت عقب الحادث، من قبل بعض المسئولين والإعلاميين، والتي كان من شأنها تأجيج الموقف. فهناك من سخر من شهداء الأولتراس، ومن قلل من أحزان أهاليهم وذويهم، وكذا هناك من حمل الضحايا مسئولية الحادث، بل وتوعد بمحاكمة أهاليهم، ونستعرض خلال التقرير التالي، أبرز تلك التصريحات: المشير طنطاوي: التعليق الأغرب في هذه القائمة كان للمشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع، ورئيس المجلس العسكري الحاكم في هذه الفترة، وذلك عند قوله: "الشعب المصري عارف المسئولين عن الحادث والشعب لازم مايسكوتش ويجيبهم". وأضاف: "اللي عمل كده جزء من الشعب، هو الشعب هيفضل ساكت لحد إمتى، نريد الشعب أن يشارك ويتصدى لهؤلاء البلطجية ولا يقف ساكتًا". وزير الداخلية أما اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، فعلق بشكل طبيعي وكأنها حادثة مرورية في أحد طرق القرى النائية، وألقى باللوم على حكم المبارة "فهيم عمر"، مشيرًا إلى بعض التقصير والإهمال في تفتيش الأولتراس عند دخولهم الاستاد، متغاضيًا عن أي شيء آخر مثل غلق بوابات الاستاد، أو إفساح المجال لبلطجية، حسبما أكدت حيثيات حكم القضاء. وقال "إبراهيم": "كان هناك تقصيرات من الأمن وخاصة في تفتيش الجمهور من الفريقين، ولكننا سنتابع الأحداث والتحقيقات، ولن يفلت أي متهم في هذه القضية من العقاب". خالد الغندور: ر: أما نجم نادي الزمالك، والمعروف بعدائه الكبير لجميع روابط الأولتراس بشكل عام، وأولتراس الأهلي بشكل خاص، فأجزم بأن السبب في وقوع مجزرة بورسعيد، هم قادة الأولتراس. وقال "الغندور"، إن "كابوهات" الأولتراس، يتاجرون بدماء الشهداء بالاستفادة من بيع التيشرتات والمنتجات الخاصة بهم". أكرم الشاعر: أما الإخواني أكرم الشاعر، فغرد خارج السرب تمامًا، وأنهى مباراته في مزاج جيد، وخرج يهنئ الجميع بفوز المصري على الأهلي: "النهاردة المصري ماكسبش واحد ولا اتنين لأ، ده كسب تلاتة". وأضاف حول الحادث: "الأهلاوية على فكرة مش زعلانين علشان صحابهم اللي ماتوا، هما زعلانين علشان خسروا الماتش". البدري فرغلي: أما البدري فرغلي النائب البرلماني السابق، فقرر أن يبدل الأدوار، ويدين الضحايا بدلًا من الوقوف بجانب ذويهم، حيث اتهمهم بإهانة الشعب البورسعيدي وتخريب المدينة. وتوعد "فرغلي" برفع دعاوى قضائية ضد أهالي الشهداء، يتهمهم فيها بالإهانة والتخريب. كمال الجنزوري: ذهب كمال الجنزوري، رئيس الوزراء آنذاك، إلى البرلمان ليلقي كلمة بخصوص الأحداث، وقال الجنزوري متعجبا ومتأثرًا: "من يقولون أين رئيس الوزراء أقول لهم إنه لم يخلع ملابسه من الأمس حتى اطمئن على وصول باقي المشجعين بسلام إلى القاهرة". وهاجم العديد من الأولتراس هذا التصريح، معتبرين أن ذهابه للبرلمان بنفس البدلة التي ارتداها بالأمس، لم ينقذ أحدًا من الموت. تصريحات الجماعة: وأخيرًا كان موقف الإخوان، الذين رأوا أن سبب ما حدث، هو شحن الأولتراس للجماهير، وبث فيهم روح الكراهية والتعصب، بحسب بيان لهم أعلنوه ثاني أيام المجزرة. وقال البيان: "شحن نفوس المشجعين الذين يطلقون على أنفسهم اسم الألتراس بالكراهية والعداء تجاه بعضهم البعض، والتعصب الذميم في تشجيع أنديتهم، واختلاط البلطجية بهم، وتسهيل عدوانهم على الآخرين أحد أسباب هذه المأساة في حين أننا نرى أن الرياضة بطبيعتها إنما هي أخلاق وسلوك راقٍ".