كارثةٌ هي الأبشع في تاريخ الرياضة على مستوى العالم كله، مجزرة بورسعيد، المباراة التي راح ضحيتها 74 شهيدًا من شباب الألتراس. "محطة مصر" تحولت إلى "مشرحة" كبيرة، جثث الشهداء حضرت في أكياس بلاستيكية، حيث تصارع الأهالي للتعرف على أبنائهم، واشتعلت المحطة بالبكاء والعويل على ما وصل إليه حال مصر. اللقطة الأبشع من الكارثة جاءت في تعليقات المسئولين على الأحداث، "البديل" تعيد نشرها على سبيل التذكرة فقط. التعليق الأغرب كان للمشير محمد حسين طنطاوي، الحاكم العسكري في هذه الفترة، الذي خرج على شاشات التليفزيون ليعلن حالة الحداد في مصر لمدة ثلاثة أيام، ثم نزلت كلماته على المشاهدين مثل الصاعقة، قال: "إن الشعب المصري يعرف المسؤولين عمّا جرى وإن الشعب لا يجب أن يتركهم.. هو الشعب هيفضل ساكت لحد إمتى"!! واستطرد قائلاً: "إذا كان هناك أحد يخطط لعدم استقرار مصر فلن ينجح، وسينال جزاءه عما حدث"، مضيفًا "نريد الشعب أن يشارك ويتصدى لهؤلاء البلطجية ولا يقف ساكتًا" . وكان موقفه مكملاً لما قاله، حيث ذهب إلى المطار لاستقبال لاعبي النادي الأهلي والإطمئنان عليهم، دون أن يشغل باله بأحوال من عادوا من رحلة الموت، سواء المصابين أو غيرهم، وهو ما اعتبره الألتراس إهانة كبرى لهم، ولكنه ذكرهم في نهاية خطابه وقال: "سنبحث في صرف تعويضات للمصابين والشهداء".. وانتهى الأمر. صاحب اللقطة الثانية هو السيد كمال الجنزوري، رئيس الوزراء، الذي ذهب إلى البرلمان ليلقي كلمة بخصوص الأحداث، وقال الجنزوري متعجبا ومتأثرًا: "من يقولون أين رئيس الوزراء أقول لهم إنه لم يخلع ملابسه من الأمس حتى اطمئن على وصول باقي المشجعين بسلام إلى القاهرة"!! واعتبر سيادته ذهابه للبرلمان بنفس "البدلة" التي ارتداها بالأمس، هو خير رد على من يسألونه عن مسئولية ما حدث لمن عادوا في أكفانهم من بور سعيد. ويأتي بعد ذلك رد صاحب المسؤولية الأول وهو اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية ، ولكنه علق بكل بساطة ، محملا حكم المبارة "فهيم عمر" المسؤلية الكاملة عما حدث، مشيرًا إلى بعض التقصير والإهمال وقع من مدير أمن بور سعيد، وأفراد الأمن المركزي التي من شأنها تأمين المباراة؛ بسبب عدم التفتيش للمشجعين قبل دخول الاستاد، متغاضيًا عن أي شيء آخر مثل غلق بوابات الاستاد، او افساح المجال للبلطجية لضرب المشجعين وغيرها من الجرائم والشواهد التي تفيد تورطهم في المجزرة. وأخيراً كان موقف الجماعة الحاكمة، وهم الاخوان المسلمين الذين أصدروا بياناً لتقديم التعازي لأسر الشهداء، دون أن ينسوا الإشارة إلى الواقعة الأكثر ألمًا بالنسبة لهم وهي تجرُّؤ البعض على التهديد بالعدوان على البرلمان، والتعدي على شباب الاخوان المسلمي. ورأوا أن سبب ما حدث - حسب بيان الجماعة – هو شحن نفوس المشجعين الذين يطلقون على أنفسهم اسم "الألتراس" بالكراهية والعداء تجاه بعضهم بعضًا، والتعصب الذميم في تشجيع أنديتهم، واختلاط البلطجية بهم، وتسهيل عدوانهم على الآخرين. أخبار مصر – قضايا ساخنة - البديل Comment *