القاهرة : يعقد مجلس الشعب اليوم الخميس جلسة طارئة لمناقشة احداث مبارة الأهلي والمصري في استاد بورسعيد ، والتي راح ضحيتها 74 قتيلا ومئات المصابين. وفور الأحداث المؤسفة أمس ، أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحداد ثلاثة أيام في جميع أنحاء مصر اعتبارا من اليوم الخميس وحتى السبت المقبل . وقد تقدم المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيان له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الخميس بخالص التعازي لأسر ضحايا الأحداث التي شهدتها محافظة بورسعيد عقب مباراة الأهلي والمصري، معربا عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. وأمر المجلس بتشكيل لجنة تحقيق من كافة الجهات المعنية للوقوف على الأبعاد المختلفة للأحداث المؤسفة التي شهدتها المباراة وكذا العناصر المتورطة فيها لتقديمهم للمحاكمة. طنطاوي يندد إلى ذلك، ندد رئيس المجلس العسكري حسين طنطاوي بشدة بمقتل وإصابة المئات في إستاد بورسعيد على خلفية مباراة كرة القدم. واتهم طنطاوي، الذي كان في استقبال لاعبي النادي الأهلي لدى وصولهم إلى مطار شرق القاهرة على متن إحدى الطائرات العسكرية، جهات لم يسمها بالضلوع في الأحداث المروعة، مشيرا إلى أن الدولة ستعمل على إجراء التحقيقات اللازمة للكشف عن جميع ملابسات الحادث. وقال طنطاوي في لقاء صحافي على خلفية هذه الأحداث إنه أعطى أوامره بمعالجة كل مصابي أحداث إستاد بورسعيد في مستشفيات القوات المسلحة، وصرف التعويضات اللازمة لأهالي الضحايا. وأضاف المشير إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن إقالة محافظ بورسعيد أو أي مسؤولين أمنيين. وقال إن إلغاء الدورى العام، مسئولية اتحاد كرة القدم، والمجلس الأعلى للرياضة، وأكد "لن نترك مرتكبي أحداث بورسعيد" لكنه تساءل "الشعب ساكت عليهم ليه؟". وشدد المشير على أن قوات الأمن هى الجهة المنوط بها تأمين المباريات، وأن هناك تنسيقا كاملا بين وزارة الداخلية والجيش فى عملية تأمين المباريات. وأضاف طنطاوي أن المرحلة الحالية ستمر بسلام، وأن مصر ستعود للاستقرار، فالمجلس العسكرى ينفذ خارطة طريق بنقل السلطة إلى جهة مدنية منتخبة، "واللى حاطط فى دماغه حاجة وحشة لمصر مش هينجح، وكل واحد سينال جزاءه فى أحداث بورسعيد". وقال: "مش عايزين الشعب يقعد ويسكت ويسيب الناس دى تعمل كده.. وأنا بسأل الشعب ساكت عليهم ليه؟ والمفروض كله يشترك.. ولن ينال أى شخص من مصر، وما حدث اليوم قد يحدث فى أى مكان فى العالم، لكن إحنا مش هنسيب اللى عمل كده.. ". تقاعس السلطة وفي معرض تعليقها على الأحداث ، أعربت جماعة الإخوان المسلمين عن خالص تعازيها لأسر شهداء الأحداث الدامية التى وقعت فى مدينة بورسعيد، وحذرت المسئولين مما وصفته بمحاولات تدمير مصر أو حرقها أو هدم مؤسساتها، وطالبتهم بتطبيق القانون على الجميع دون محاباة أو مراعاة لضغوط داخلية أو خارجية. وأكدت الجماعة - فى بيان صدر فى وقت متأخر من الليلة الماضية - أن الأمن ضرورة حياة مثل الطعام والشراب، وأن جماعة الإخوان المسلمين وقد هالتهم أخبار المجزرة التي وقعت في إستاد بورسعيد بعد مباراة النادي الأهلي والنادي المصري، والتي راح ضحيتها أكثر من سبعين شهيدا ومئات المصابين؛ نتيجة عدوان أثيم يؤكدون أن ثمة تدبيرا خفيا يقف وراء هذه المذبحة التي لم يكن لها أي مبرر. وأضافت أن تقاعس السلطة عن حماية المواطنين لايمكن أن يقع تحت وصف الإهمال أو التقصير، وأن حالة الانفلات الأمني في جميع أنحاء البلاد أفرزت حالات السطو المسلح على البنوك واستسهال القتل لأتفه الأسباب، وتجرؤ البعض على التهديد بالعدوان على البرلمان والتعدى على شباب الإخوان المسلمين الذين سعوا إلى تأمينه؛ الأمور التي نخشى معها أن يكون بعض ضباط الشرطة يقومون بمعاقبة الشعب على قيامه بالثورة وحرمانهم من الطغيان على الناس، وتقليص امتيازاتهم. وأشارت إلى أن من بين أسباب الانفلات الأمنى ماوصفته بالتستر على من قاموا بالكوارث التي حدثت قبل ذلك في ماسبيرو، وشارع محمد محمود، ومجلس الوزراء، ونسبتها في كل مرة إلى مجهولين، وبالتالي إفلات المجرمين الحقيقيين من المحاكمة والعقاب، مما أغرى كل من يريد الإفساد في الأرض أن يقوم بذلك وهو آمن. وأكدت أن من بين الأسباب التي أدت إلي هذه الأحداث هو شحن نفوس المشجعين الذين يطلقون على أنفسهم اسم "الألتراس" بالكراهية والعداء تجاه بعضهم البعض، والتعصب الذميم في تشجيع أنديتهم، واختلاط البلطجية بهم، وتسهيل عدوانهم على الآخرين مما يعد أحد أسباب هذه المأساة في حين أننا نرى أن الرياضة بطبيعتها إنما هي أخلاق وسلوك راق. في سياق ذلك، قال الناشط السياسي وائل غنيم، معلقا على تصريحات طنطاوي إنها تؤكد أن مصر في حاجة ماسة إلى قيادة حقيقية تقودها. وانتقد غنيم مستوى تأمين المباراة بالقول إنه لا يمكن الاقتناع بأن من استطاع تأمين انتخابات على مستوى الجمهورية شارك فيها 27 مليون مواطن، كان عاجزا عن تأمين مباراة يحضرها 20 ألفا. القبض على 47 متهما إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية إنه تم إلقاء القبض على 47 متهما بإثارة الأحداث والتحريض عليها. وذكرت الداخلية في بيانها أن وزير الداخلية محمد إبراهيم أصدر قرارا بتشكيل لجنة عليا تبدأ أعمالها فورا للوقوف على ملابسات وخلفيات الأحداث المؤسفة التي شهدتها المباراة على أن يتم الإعلان عن كافة القرارات التي سوف تتخذ عقب انتهاء تلك اللجنة من أعمالها. وقد ألقت موقعة إستاد بورسعيد بظلالها علي الشارع المصري، الذي انتقد موقف الأمن المتراجع. ووصل فجر اليوم الخميس القطار الذي يقل مصابي جماهير النادي الأهلي إلى محطة مصر آتيا من محافظة بورسعيد وسط حشد جماهيري غفير من المتظاهرين، حيث ردد عدد من المواطنين هتافات مسيئة للمجلس العسكري. وقد رفعت الجماهير عدة لافتات تعبر عن الاستياء الشديد للأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة الأهلي والمصري. كان آلاف المصريين قد تجمعوا في مسيرة بشارع رمسيس أمام محطة مصر لاستقبال العائدين من بورسعيد.